اليمن تطل بسهولها وجبالها من على جدران جمعية الثقافة والفنون السعودية
أطلت اليمن بسهولها وجبالها وشموخ وصلابة انسانها وتفاصيل حياته من على جدران معرض جمعية الثقافة والفنون في العاصمة السعودية الرياض، من خلال لوحات 80 فنانا تشكيلا يمنيا.
ورغم ان الاعمال المعروضة لم تخرج عن المألوف لكنها أظهرت قوة الفنان اليمني على صنع الملامح والبراعة في التصوير واستخدام الألوان لتعبر اللوحات عن الطبيعية والانسان اليمني بكل تفاصيله ومعاناته وجلادته.
ويشارك في المعرض الذي نظمته مجموعة الفن التشكيلي اليمني، فنانون من تسع محافظات ويمنيون مقيمون في فرنسا وبريطانيا ومصر واسبانيا والامارات وعدد من دول المهجر.
وقالت رئيسة مجموعة الفن التشكيلي اليمني الدكتورة الطاف حمدي "ان فكرة المجموعة قائمة على إيجاد حلقة وصل بين الفنانين التشكيليين على المستوى المحلي والدولي لتشكيل لغة حوار ثقافي يؤكد الرؤى والرموز البصرية لجماليات الحضارة اليمنية وينمي الذائقة الجمالية التشكيلية للمجتمع بعيدا عن النزاع والتطرف".
وأضافت " نركز على تحقيق التميز والريادة التشكيلية والمعايشة الادراكية للاعمال التشكيلية اليمنية في سياق جمالي ثقافي وفكر فلسفي علمي والاسهام بشكل مكثف بتمثيل القيم الجمالية الثقافية للمجتمع اليمني على المستوى المحلي والدولي" .
وشهد المعرض حضورا متميزا في يومه الأول من قبل سفراء ورواد الفن التشكيلي السعودي وأساتذة جامعات من اليمن ومن كليات الفنون في الجامعات السعودية والاعلاميين.
وامتاز المعرض بالتنوع في المدارس التشكيلية التي ينتمي لها الفنانين والأساليب والتقنيات المختلفة في انتاج كل عمل.
وقال الفنان وليد الكوماني " المعرض بمشاركة هذا الكم الكبير من الفنانين اليمنيين يمثل تظاهرة تشكيلية.. فقد تنوع من حيث الموضوع من الجانب الإنساني الى الطبيعية والازياء الشعبية والتاريخ والعودة للجذور".
المعرض مثل حركة الفن التشكيلي منذ بداياته حيث اشتمل على رسومات من تمثل مختلف المدارس الواقعية والكلاسيكية والرومانسية والانطباعية والتجريدية والتكعيبية والتجريدية التعبيرية، وفنون الكمبيوتر.
وتابع الكوماني " امتازت لوحات المدرسة الانطباعية بالتعبير الثري الذي يعكس منطلقات المدرسة حيث كانت لمسات الفرشاة بارزة وواضحة فكان اللون ذو كثافة بارزة على سطح اللوحة".
ولقد بلورت اعمال الفنانين طريقا يمكن للفن من خلاله ان يصبح وسيلة ترويج لليمن تاريخا وحضارة ومجتمع وثقافة.
وقال الفنان ماهر العولقي وهو يشير الى لوحته التي يظهر فيها احد احياء وأزقة صنعاء القديمة " اميل للفن الواقعي، وصنعاء القديمة تلهمني أفكارا تغويني على الرسم".
وأضاف العولقي " انا سعيد بالمشاركة في المعرض الى جانب زملائي وسعيد بانطباعات الزوار وخاصة من السعوديين الذين لمست اندهاشهم بالمستوى الذي بلغه الفن التشكيلي اليمني رغم حداثة عهده".
كما برزت لوحات المدرسة التعبيرية في المعرض بألوانها الدافئة والمعبرة عن مكنونات الفنان الداخلية، لتعكس بذلك واقعه ومجتمعه.
وفيما اثارت فنون الرسم بالقلم الرصاص انتباه زوار المعرض لتميزها بثراء كبير من حيث الاسلوبية والمعالجات الخطوطية المتنوعة، حضرت لوحات الفن السريالي بغموضها الكثيف عبر رسومات الفنانة ايمان العمودي والتي عبرت عن ميولها لهذا النوع من الفن لكونه يجمع بين الوعي واللاعي فتترك للشخص قراءة اللوحة بناء على نفسيته وأفكاره وثقافته وميولاته الحياتية.
وقالت وهي تقدم توضيحا عن مضامين لوحتها " لوحتي تحكي الفن التجريدي التعبيري ..لوحة "كانفس" بإدخال خامات، والرسم عليها بما تحكيه النفس والخيال.. اللوحة تعبر عن الضم والالفة والود بين العائلة بصفه خاصه والمجتمع بصفه عامه والنهوض في اي صراع وعدم الانحطاط".
وأضافت " شاركت في عدة معارض خارجية .. لكني اكثر سعادة بالمشاركة في المعرض الحالي، لوجود العشرات من الفنانين اليمنيين الذين اثروا المعرض بلوحات وأفكار متنوعة، تقدم اليمن تاريخا وحضارة وفنا بصورة اكثر اشراقا ودهشة.
والمعرض الذي يستمر ثلاثة أيام، يعد الثاني بعد المعرض الذي اقامته مجموعة الفن التشكيلي اليمني في جمهورية مصر العربية.