الرئيسية - أخبار محلية - جدل في اليمن بعد وثيقة تُلزم بقصّات شعر "إسلامية" وتتوعد المخالفين

جدل في اليمن بعد وثيقة تُلزم بقصّات شعر "إسلامية" وتتوعد المخالفين

الساعة 07:42 مساءً (المهرة أونلاين / العربي الجديد)

أثارت وثيقة صادرة عن إدارة أمن مديرية يريم التابعة لمحافظة إب اليمنية (وسط)، جدلاً واسعاً بين اليمنيين، لتضمّنها توجيهات للحلاقين بتجنب قصات الشعر "غير الإسلامية".

وبحسب الوثيقة التي تناقلها اليمنيون، الصادرة عن قطاع الأمن والشرطة التابعة لوزارة الداخلية والخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، فإن إدارة الأمن وجّهت ملّاك محلات الحلاقة في المديرية، بعدم قصّ الشعر بطريقة منافية للقيم والمبادئ الإسلامية ومخالفة للتعاليم والتقاليد، "وإلا فسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة" بحق كل من يخالف هذا التوجيه.

وفي السياق، قال الشاب باسم الحبيشي، إن هذه الخطوة لا تختلف عما تقوم به مليشيات تنظيم "داعش" في العراق وسورية. وأضاف الحبيشي لـ"العربي الجديد": "أصبحوا يتحكمون حتى بقصّات الشعر، وهذا يعني أننا نعيش في ظل حكم استبدادي ديني"، مشيراً إلى أن مثل هذه التوجيهات ستصطدم بالواقع. "سيرفض الناس تنفيذها، ولن يستطيع أي طرف فرض مثل هذه الإجراءات".

وأوضح الحبيشي أن اليمنيين "قد يمررون الكثير من الممارسات التي لا يقبلونها لفترة محددة إذا ما استُخدمَت القوة والقمع لفرضها، إلا أنهم سيتمردون عليها، ولو بعد حين".

من جانبه، نفى مالك محل الحلاقة بلال أبو عبد الله (اسم مستعار)، أن تكون توجيهات مثل هذه قد صدرت في صنعاء.

وقال أبو عبد الله لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر حوثيين يمرون على محله بين الوقت والآخر، ويطلبون منه تجنب القصات التي فيها تشبّه بـ"اليهود والنصارى"، لكنه لم يتلقّ أي تعميم من إدارات الأمن في صنعاء بشأن ذلك، واصفاً القرار بـ"الكارثي" في حال فرض تطبيقه.

وأضاف: "قد يكون مثل هذا القرار مقبولاً في المناطق النائية والمحافظات التي يغلب عليها الطابع الريفي، لأن أغلب السكان محافظون، وقد يؤيدون مثل هذا القرار، لكن في صنعاء يستحيل تطبيقه".

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات المستنكرة والساخرة من هذه الإجراءات. ففي منشور على صفحته بـ"فيسبوك"، استنكر المدون سند القباطي هذه الإجراءات، قائلاً: "على خطى إيران، تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية تقييد الحريات الشخصية وفرض نمط معين من الشكل واللباس والمظهر على المواطنين الموجودين في مناطق سيطرتها، وعلى رأسها العاصمة صنعاء".

وأمام ردّ الفعل النشيط في مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأربعاء، خرج وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين، حسن زيد، ليؤكد أن هذا التوجيه تصرف فردي من إدارة أمن مديرية يريم، ولم يصدر أي تعميم من وزارة الداخلية بذلك.


وقال زيد في منشور له نُشر في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لا يوجد توجه بهذا، وهؤلاء تصرفوا من تلقاء أنفسهم، وقد جرت متابعة الموضوع ومعاتبة من عمّم هذه الورقة ومحاسبته، وقد أصدرت الوزارة توجيهات لكل منتسبيها بعدم التحرك والعمل بشكل فردي وبدون توجيهات الوزارة".

 

وكانت أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء قد نفذت حملات ميدانية لجباية الأموال من صالونات الحلاقة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص