تقرير لـ "أسوشيتد برس" يؤكد مواصلة المليشيا الحوثية منع وصول المساعدات الإنسانية الأممية
تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران منع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لليمن من الوصول إلى مستحقيها، بحسب تقرير جديد لـ”وكالة أسوشيتد برس”، كشف عن جانب من عرقلة المليشيا لأنشطة المنظمات الدولية، وإعاقتها لعملية تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية.
وأوضح التقرير أن مليشيا الحوثي منعت نصف برامج إيصال المساعدات، التي تقدمها الأمم المتحدة في البلاد ، مضيفة “وهو تكتيك قوي لإجبار المنظمة منحهم سيطرة أكبر على الحملة الإنسانية الضخمة إلى جانب قطع مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية”.
وقال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة، شريطة عدم الكشف عن هويته إن عرقلة مليشيا الحوثي الانقلابية عطلت العديد من البرامج التي تمد السكان الذي يتضوروا جوعا وتساعد أولئك المشردين بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقارب الست سنوات، مضيفا إن “أكثر من مليوني مستفيد تأثروا بشكل مباشر”.
ووفقا لوثيقة قالت الوكالة أنها حصلت عليها فان المليشيا المتمردة تعارض الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتشديد الرقابة على حوالي 370 مليون دولار سنويا تقدمها وكالاتها للمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها غالبا المليشيا المتمردة، حيث من المفترض أن هذه الاموال تدفع الرواتب والتكاليف الإدارية الأخرى، لكن أكثر من ثلث هذه الأموال التي أنفقت العام الماضي لم يتم مراجعة حساباتها.
وعلى مدى أشهر طالبت المليشيا بنسبة 2٪ من ميزانية المساعدات بالكامل، الأمر الذي رفضته الأمم المتحدة والجهات المانحة.
وذكرت الوكالة عن المتحدث باسم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في رسالة بالبريد الإلكتروني بعثها اليها، إن محاولات المليشيا “لفرض ضريبة على المساعدات الإنسانية غير مقبول ويتناقض مباشرة مع المبادئ الإنسانية الدولية”. مضيف ان الولايات المتحدة تبرعت بمبلغ 686 مليون دولار لليمن خلال العام 2019.
وهددت وكالات الإغاثة والجهات المانحة الدولية خلال اجتماع في بروكسل الخميس الماضي، بخفض المساعدات إذا واصلت مليشيا الحوثي فرض قيود على عمليات الأمم المتحدة في اليمن.
ولفت مسؤول بالأمم المتحدة، إن هناك وكالة واحدة على الأقل، هي برنامج الأغذية العالمي، تدرس حاليا تقليص مساعداتها الغذائية التي تقدمها لحوالي 12 مليون يمني شهريا.
وأضاف “من المؤسف أن الشعب اليمني سيعاني، لكن المليشيا تتحمل المسؤولية، لا يمكنهم استخدام الناس كرهائن لفترة طويلة”.
وأثارت مطالب المليشيا الحوثية مخاوف بين وكالات الإغاثة حول استيلاء المتمردين على الأموال والإمدادات الإنسانية، وتوجيهها لمؤيديهم أو استغلالها في جهودهم العسكرية.
وبحسب تقرير الوكالة فان المليشيا ترفض إصدار تأشيرات وتصاريح لدخول معدات وإمدادات ومهام تابعة للأمم المتحدة مناطق تسيطر عليها.
وقال مسؤول آخر بالأمم المتحدة إن حوالي 300 ألف امرأة حامل ومرضع وطفل دون سن الخامسة لم يتلقوا “مكملات غذائية” لأكثر من ستة أشهر لأن المليشيا استولت عليها للضغط من أجل الموافقة على نسبة 2%.
وذكرت الوكالة ان المليشيا قامت بتأخير إصدار تصريح لتوزيع 2000 طن من الطعام لعدة أشهر – وهو ما يكفي لإطعام 160 ألف شخص في مديرية أسلم، بمحافظة حجة، شمالي غرب البلاد، حيث قالت الوكالة انها ذهبت في وقت سابق ووجدت قرويين يتضورون جوعا يأكلون ورق الشجر.
ويعد برنامج المساعدات الضخمة التابع للأمم المتحدة، والذي تبلغ قيمته 8.35 مليار دولار منذ عام 2015، حاسما وضروريا لإبقاء الكثير من اليمنيين على قيد الحياة. وتصف الأمم المتحدة ما يحدث في اليمن بــ “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وهناك 10 ملايين شخص في البلاد – بحسب التقرير – على شفا المجاعة، و80% من السكان – البالغ عددهم 29 مليون نسمة – يحتاجون للمساعدة، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت إن أكثر من 3 ملايين شخص نزحوا من منازلهم، وقتل وباء الكوليرا المئات، مشيرة إلى ان 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.