أمين عام الأمم المتحدة: حل أزمة اليمن يسهم في بناء الثقة بالمنطقة
شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، الثلاثاء، على أن "الحل السريع للصراع اليمني، يمكن أن يساهم ببناء الثقة في جميع أنحاء المنطقة".
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك وبرئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول "الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: مراجعة شاملة للوضع في منطقة الخليج العربي".
وقال غوتيرش في إفادته لأعضاء المجلس: "ما زلت قلقًا للغاية بشأن الوضع في اليمن، وهو صراع محلي أصبح إقليميًا بمرور الوقت، حيث أدت ما يقرب من 6 سنوات من الحرب إلى تدمير حياة ملايين اليمنيين، وقوضت جهود بناء الثقة في المنطقة".
وأضاف أن "هذا الصراع هو تذكير، بأنه ما لم نتعامل مع التحديات الإقليمية العاجلة، والفورية، فإن عدم الاستقرار سيكون أبعد مدى وأوسع انتشارا".
واعتبر غوتيرش، أن "الأسبوع الماضي جلب بصيص أمل بعد اتخاذ الأطراف اليمنية (الحكومة اليمنية والحوثيون) خطوات، واعدة بإطلاق سراح أكثر من 1000 سجين، في أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع".
والخميس والجمعة، شهدت اليمن أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية النزاع الدامي بين الحكومة اليمنية والحوثيين في منتصف 2014.
وجرى الجمعة، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أشرفت على العملية، إطلاق سراح 352 محتجزا، بين عدن وصنعاء، بينما أطلق سراح 704 من المحتجزين الخميس.
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، اتفقت الحكومة والحوثيين في جنيف بسويسرا على تبادل 1081 أسيرا، برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر.
وقال غوتيرش "ظهر أيضا أن الطرفين (الحكومة اليمنية والحوثيين)،على وشك التوصل إلى اتفاق، ومتابعة التزاماتهما"، لافتا في هذا الصدد إلى أن "الأمم المتحدة تواصل تسهيل المفاوضات بين الأطراف اليمنية حول الإعلان المشترك".
ويتألف الإعلان المشترك، بحسب غوتيرش، من وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وتدابير اقتصادية وإنسانية، واستئناف العملية السياسية".
لكن الأمين العام للأمم المتحدة استدرك قائلا "إلا أن الحالة الأمنية (في اليمن) لاتزال هشة، وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدنا تصعيدًا إضافيًا للصراع".
وأشار إلى أن ذلك التصعيد "تركز بشكل أساسي في محافظات الجوف ومأرب والحديدة، مع كون الأخيرة مصدر قلق كبير لأنها تخاطر بتقويض اتفاقية ستوكهولم لعام 2018".
وشدد غوتيرش على "الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب"، معتبرا أن "أي شيئ أقل من ذلك لن يكون كافيا".
وجدد غوتيرش الدعوة "للأطراف المعنية، بمواصلة مشاركتهم مع مبعوثي (إلى اليمن مارتن غريفيث) دون شروط مسبقة لوضع اللمسات الأخيرة على الإعلان المشترك".
والإعلان المشترك، يتضمن في أبرز بنوده، وقف شامل لإطلاق النار، والشروع في استئناف المشاورات السياسية في أقرب وقت، إضافة إلى ترتيبات إنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الصراع.
ومنذ 2015، تقود الجارة السعودية تحالفا عربيا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.
وخلفت الحرب المستمرة للعام السادس 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وبات 80 بالمئة من سكان اليمن، البالغ نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.