رابطة امهات المختطفين: وفاة قرابة 83 مخفيا واصابة العشرات و تعذيب واغتصابات في سجون مليشيا الحوثي
كشفت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، يوم (الثلاثاء)، عن وفاة قرابة 83 مختطفاً في سجون مليشيا الحوثي، وإصابة عشرات آخرين من المختطفين المفرج عنهم بأمراض نفسية، “وفقدان للعقل”.
وقالت رئيسة رابطة المختطفين، أمة السلام الحاج، في تصريح صحفي، إن عشرات من الذين غادروا معتقلات مليشيا الحوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت، مؤخراً، بين الحكومة اليمنية والحوثيين، أصيبوا بأمراض نفسية، جراء ما تعرضوا له من عمليات تعذيب وانتهاكات.
وأفادت “الحاج”، أنه تم توثيق “حجز 400 امرأة في السجون الحوثية”. وأكدت تقارير فريق الخبراء المعنيين باليمن، التابعين لمجلس الأمن الدولي، أن كثيراً من المعتقلات تعرضن لعمليات تعذيب وانتهاكات واغتصابات داخل السجون الحوثية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيسة رابطة أمهات المختطفين قولها، إن “المختطفين تحولوا إلى رهائن بيد مليشيا الحوثي، تقايض بهم بأسرى من مقاتليها”، مشيرة إلى أن “معظم الذين غادروا سجون مليشيا الحوثي غادروها وهم بصحة جسدية ونفسية سيئة للغاية، نتيجة التعذيب والسجن”.
وأضافت رئيسة أمهات المختطفين، أن: “83 مختطفاً ممن رصدتهم الرابطة توفوا نتيجة التعذيب، بينما وضع السجينات سيء للغاية، والمنظمات الحقوقية وثقت حجز عدد 400 امرأة في سجون الحوثي”.
وأوضحت “الحاج”، أن الحوثيين أخلوا سبيل 121 مختطفاً في صفقة التبادل الأخيرة التي جرت بينهم وبين الحكومة الشرعية، مشيرة إلى أن هؤلاء المفرج عنهم “غادروا سجون المليشيا بصحة جسدية ونفسية سيئة للغاية نتيجة التعذيب والسجن، منهم من فقد عقله وآخرون مصابون بأمراض صحية ونفسية مختلفة، سوف تستمر معهم فترة من الزمن، نظراً لعدم وجود مراكز متخصصة للإرشاد النفسي، وكذلك لمعاناة النزوح وعدم توفر العمل والكسب للعيش بحياة كريمة”.
على صعيد متصل، كشفت وكالة أنباء محلية، عن حالات مشابهة لمعتقلين أطلقت سراحهم مليشيا الحوثي وهم في حالات نفسية وصحية وجسدية سيئة وصعبة للغاية.
وقالت وكالة “خبر”، إن أحد المعتقلين المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين الأخيرة غادر السجون الحوثية، بعد عام من بقائه فيها، “وحالته الصحية والنفسية والجسدية صعبة للغاية، جرَّاء تعرضه لأبشع تعذيب متعدد الأوجه والطرق”.
وأفادت الوكالة، نقلاً عن مصدر مقرب من الضحية، أن “الضحية ينحدر من عزلة منقير، الواقعة جنوب شرقي مخلاف العود، بمديرية دمت، التابعة إدارياً لمحافظة الضالع، وتقوم عائلته، حالياً، ببيع قطع زراعية وذهب ومجوهرات، لجمع تكلفة السفر إلى جمهورية مصر لإجراء الفحوصات الطبية المناسبة، وفقاً لتوصيات وتقارير الأطباء”.
وأكدت الوكالة، أن “التعذيب النفسي والجسدي ترك آثاراً بالغة لدى المعتقلين” في سجون مليشيا الحوثي، “حد ذهاب العقل وفقدان الذاكرة والتصرف بلا شعور، تقود أصحابها إلى الشكوك وفقدان الثقة بالآخرين”.
وأضافت: “هناك عشرات الحالات المشابهة تم تسجيلها في محافظات إب، لحج، الضالع، وعدن، وغيرها.. جميعها يعاني أصحابها من أمراض نفسية مزمنة”.
وقال معتقلون ومختطفون مفرج عنهم، إنهم أخضعوا، في سجون مليشيا الحوثي، “لطرق تعذيب نفسي وجسدي متنوعة أثناء استدعائهم ليلاً للتحقيق، حيث كان يقوم سجانون حوثيون يرتدون أقنعة بحد السكاكين أمامهم وتهديدهم بالذبح، وأحياناً التحرش بهم، وصولاً إلى تكبيلهم واقفين إلى نوافذ غرف التحقيق بواسطة الأيدي والأرجل لما يزيد عن خمس ساعات متتالية، تحت الضرب بالعصي البلاستيكية وأسلاك كهربائية، والكي بأعقاب السجائر”.
ووفقاً للمعتقلين، بلغ بهم الأمر حد تمني الموت مقارنة بحجم المعاناة النفسية والجسدية التي لاقوها.
وطبقاً للوكالة، فالضحايا وأسرهم يرفضون الحديث عن تفاصيل ما تعرضوا له بسبب تعرضهم لتهديدات حوثية لوحت بعقابهم في حال تحدثوا عن ما تعرضوا له.
و كشف تقرير أصدره، نهاية نوفمبر الماضي، تحالف رصد (وهو تحالف حقوقي يضم عدداً من المنظمات المحلية وناشطين في حقوق الإنسان)، تعرض 1635 معتقلاً لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية داخل السجون الحوثية، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً، موزعين على 17 محافظة يمنية.
وذكر التقرير، أن 1427 مختطفاً تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، بينهم 101 طفل و24 امرأة، مضيفاً بأن 208 مختطفين تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسناً.
وسجلت أمانة العاصمة أعلى نسبة تعذيب، بواقع 430 حالة، بينهم 12 طفلاً و8 نساء و12 مسناً، فضلاً عن 48 مختطفاً، تم تعذيبهم حتى الموت، بينهم 4 مسنين، و8 نساء 5 منهن أقدمن على الانتحار داخل السجن المركزي، بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح والتعذيب الشديد.
ووفقاً للتقرير، جاءت محافظة حجة، في المرتبة الثانية، بواقع 161 حالة تعذيب، بينهم 34 طفلاً وامرأة و6 مسنين، إلى جانب تعرض 6 آخرين للتعذيب حتى الموت بينهم طفلان ورجل مسن.
أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب محافظة إب، وتعرض فيها 113 مختطفاً للتعذيب الوحشي، من قبل المليشيا التي قامت بتعذيب 37 مختطفاً ماتوا تحت سياط التعذيب، بينهم 3 أطفال ومسنان.
ورصد التقرير 110 حالات تعذيب مختطفين في محافظة الحديدة، بينهم 15 طفلاً و6 نساء و4 مسنين إلى جانب 26 سجيناً آخرين قضوا تحت التعذيب بينهم 3 مسنين، و5 نساء، فضلاً عن تعذيبها 15 مختطفاً آخرين حتى الموت، بينهم طفلان ورجل طاعن في السن.
و شهدت محافظة تعز تعذيب 71 مختطفاً، فضلا عن وفاة 21 مختطفاً تحت سياط التعذيب، معظمهم كانوا محتجزين في سجن “مدينة الصالح” سيئ السمعة، الواقع بمنطقة الحوبان شرق مدينة تعز.
وفي محافظة الضالع، تعرض 48 مختطفاً للتعذيب، بينهم رجل كبير في السن، فضلاً عن تعذيب 4 آخرين حتى الموت، وهو الأمر ذاته في محافظة عمران التي جاءت في المرتبة الثانية عشرة بواقع 31 حالة، ناهيك عن 8 حالات تعذيب حتى الموت في المحافظة نفسها.