هنأ الإصلاحيين بذكرى التأسيس وحيا القائد قحطان وكل الشرفاء..
اليدومي: الإصلاح حزباً جمهورياً مدافعاً عن خياراته السياسية ومصالحه الوطنية وشرفه الإنساني
جدد رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد عبدالله اليدومي، دعوة الإصلاح لكل القوى السياسية والمدنية، لضرورة تجاوز الماضي بكل حمولاته والتطلع نحو المستقبل.
وأضاف في خطاب له بمناسبة الذكرى الـ31 لتأسيس الإصلاح في 13 سبتمبر 1990، أن الجميع اليوم نقف أمام مهمة تاريخية تتجاوز الصراع الحزبي وتتعداها إلى مهمة الحفاظ على الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري وحق الناس في العيش الكريم والتعبير الحر عن مواقفهم لاسيما بعد أن سطت المليشيا الحوثية الإرهابية على عاصمة البلد ونهبت مقدرات الدولة.
وحث اليدومي على الإسهام بتقوية النسيج الوطني وحماية السلم الأهلي وتنمية الإحساس بمخاطر التحريض المناطقي وأضرار خطاب الكراهية ومن الأهمية بمكان إيقاف المهاترات الإعلامية بين شركاء العمل السياسي.
وأوضح أن الإصلاح حزباً جمهورياً، وعاش منخرطاً في قلب الجماهير، وكان وما يزال وسيظل خادماً لشعبه حتى الأبد، من أجل جمهورية كل الشعب، ومدافعاً عن خياراته السياسية ومصالحه الوطنية وشرفه الإنساني منذ اللحظة الأولى، حيث عمل الإصلاح من داخل ساحة العمل السياسي ووفقاً لقواعده المنظمة له وبعيداً عن إرث الصراع الصفري وسياسة الإلغاء والإقصاء والتهميش والإبعاد السياسي.
وتابع: "استمر الإصلاح أينما حل مثالاً للوعي السياسي، وساهم في توفير متطلبات نجاح الشراكة السياسية على المستوى القيادي المركزي وفي المدن والأرياف".
ولفت رئيس الهيئة العليا للإصلاح إلى أن الشعب يخوض نضالاً تاريخياً مقدساً من أجل حريته وحقوقه السياسية التي صارت مهددة بسبب حرب فرضتها عليه الميليشيا الحوثية بإنقلابها على سلطته الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني.
واستطرد قائلاً:: "والإصلاح وهو يغذ الخطى في طريق هذا النضال مع أبناء الوطن جميعاً وقواه الوطنية جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف لا يبحث عن مكسب حزبي ولم يقدم تضحيته نيلًا لغنيمة سياسية، بل تلبية لنداء الواجب الديني والوطني والأخلاقي".
وأعاد التذكير بتضحية الإصلاح لا ليحصي عطاءاته للوطن، بل لاستعادة مشاعر الفخر ويستذكر الإصلاحيون موقعهم في سلم المجد والنضال وهم يعيدون تعريف الحرية بقيمتها الكبيرة التي تستحق كل هذه التضحيات.
ومضى اليدومي قائلاً: "هذا هو مجدك أيها الإصلاحي، العلم والنشيد، الدولة والنظام والجمهورية، الحرية والتعددية السياسية، الديمقراطية والإرادة الحرة".
وحيا اليدومي المناضلين والمناضلات في كل ربوع الوطن الغالي وفي كل ساحات البذل والعطاء، منوهاً بالمفاهيم والقيم التي ناضل من أجلها الإصلاحيون رجالاً ونساءً ومعهم ملايين الشرفاء من أبناء شعبنا ومن كل أطيافه.
واستطرد رئيس الإصلاح: "فمن ذا يمكنه المزايدة عليه بعد اليوم، وكل تاريخه النضالي يشع بالقيم العليا وكل تضحياته تصب دفاعاً عن المبادئ الحضارية للشعوب الحرة ومكتسبات الإنسان الحديث".
وفي ذكرى التأسيس بعث رئيس الهيئة العليا للإصلاح، تحية عظيمة للقائد الكبير محمد قحطان، وهو يقضي عامه السادس في زوايا مختطف غير معلوم، وخاطبه بالقول: "إليك يا تمثال الحرية أنت وكل رفاقك المخطوفين في سجون المليشيا الحوثية من كل الأحزاب والمناطق والاتجاهات إليكم جميعاً أعز تحايا النضال، أنتم الغائبون الحاضرون معنا على الدوام، إن تغييبك القسري يا قحطـان لطخة عار في تاريخ سجّانيك وحجة تجرد العصابه الحوثية من أي ادعاءات زائفة بالأخلاق".
ومضى قائلاً: "أما سنوات عمـرك خلف جدران السجن فشهادة تؤكد صـلابتك أمام بطشهم، وعظمتك في عيون سجّانيك حتى وأنت مجرد من الحرية، غيابك جرح لكن جرحك رصيد لك محفور في وجدان الشعب لن ننساك ولن تنساك الجماهير وهي تشهد أنه بسنوات إخفائك اختفت الحرية وفقد السياسيون إمكانية المجاهرة بمواقفهم، كنت والإصلاح أحد أهم شروط السياسة وتقدمها، تحية لك ولزمرة الأبطال الكبار من كل القوى السياسية".
كما حيا اليدومي رموز الحرية المختطفين من الناشطين والصحافيين والإعلاميين والقيادات العسكرية، وكل الشرفاء ممن تغيبهم مختطفات السجون أينما كانوا.
وجدد اليدومي دعوة الإصلاح بالإفراج غير المشروط عن قحطان ورفاقه وكافة المختطفين وإيقاف كل عوامل التهجير والنفي القسري والتوقف عن الاستثمار السياسي في ملف المخطوفين المدنيين.
وكرر رئيس الهيئة العليا دعوة الإصلاح لتطبيق اتفاق الرياض، باعتباره الإطار السياسي لانهاء حالة التمزق في صف الشرعية والسبيل السليم الآمن لعودة الرئاسة والحكومة ومجلس النواب ومجلس الشورى وكافة مؤسسات الدولة ولملمة الجهود لاستعادة الدولة والبدء في ذلك بالشق الأمني والعسكري، داعياً للوفاء بالالتزامات المحددة والخطوات المتفق عليها، والتركيز على الهدف الكبير المتمثل في تطبيع الوضع السياسي والأمني والعسكري، والعمل تحت مظلة الحكومة لتثبيت أركان الدولة.
ودعا العالم الحر للوقوف مع نضالات شعبنا اليمني لتحقيق حريته، وهو يعاني من قبضة مليشيا مسلحة صادرت حريته ونهبت موارده وأخضعته لسلطتها بالقوة، بل وذهبت أبعد من ذلك لتدّعي أحقيتها الإلهية بالحكم من دون الناس.
ورحب اليدومي بالمبعوث الأممي الجديد لدى اليمن السيد هانس غروندبرغ، داعياً المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته عبر تفعيل كافة الأدوات الضامنة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بالقضية اليمنية.
وأكد على ضرورة التمسك بالمرجعيات الثلاث للحل النهائي الذي تستحقه بلادنا وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن اليمني، وحث على مراجعة تجربة مبعوثي الأمم المتحدة والاستفادة من الأخطاء التي تمت حتى لا تتكرر من جديد.
وجدد الشكر للتحالف العربي لدعم الشرعية ممثلة بالمملكة العربية السعودية وقيادتها على جهودهما الكبيرة التي بذلاها لدعم بلادنا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، مثمناً دورهم التاريخي، في دعم الشرعية.
نص كلمة رئيس الهيئة العليا:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ إِن أُريدُ إِلَّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَما تَوفيقي إِلّا بِاللَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ﴾
أيها الإخوة والأخوات أعضاء ومؤيدي التجمع اليمني للإصلاح، المواطنون جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية الحرية وسلام جمهوري بهيج، نخاطبكم اليوم في الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، وبلادنا ما تزال تمر بظرف استثنائي مفتوح، نخاطبكم فأنتم أمل البلاد وحاضرها ومستقبلها بعد الله تعالى ..
لقد ولد الإصلاح حزباً جمهورياً، وعاش منخرطاً في قلب الجماهير، وكان وما يزال وسيظل خادماً لشعبه حتى الأبد، من أجل جمهورية كل الشعب، حيث اليمانيون أسياداً أحراراً منذ الأزل لا يخضعون إلا للواحد القهار، ولا يقبلون فوارق القيمة الإنسانية ولا يساومون عليها، نشأ حزبنا الإصلاح من وسط هذا الجمهور الحر، حاملًا لواءه، ومدافعاً عن خياراته السياسية ومصالحه الوطنية وشرفه الإنساني منذ اللحظة الأولى وحتى هذه اللحظة وسيستمر بإذن الله تعالى فالجمهورية خيارنا ونظامها سياج كرامتنا.
لقد عمل الإصلاح من داخل ساحة العمل السياسي ووفقاً لقواعده المنظمة له وبعيداً عن إرث الصراع الصفري وسياسة الإلغاء والإقصاء والتهميش والإبعاد السياسي ولأجل تجاوزها دفع الإصلاح بكامل ثقله لميلاد لحظة وطنية أسست لعمل مشترك، وساهم مع رفاق النضال السياسي في صناعة تكتل سياسي (اللقاء المشترك) مارس المعارضة من أجل إنتزاع حقوق المواطن وتمكينه منها ..
استمر الإصلاح أينما حل مثالاً للوعي السياسي، وساهم في توفير متطلبات نجاح الشراكة السياسية على المستوى القيادي المركزي وفي المدن والأرياف.
أيها الأخوة والأخوات:
منذ أكثر من ست سنوات وشعبنا يخوض نضالاً تاريخياً مقدساً من أجل حريته وحقوقه السياسية التي صارت مهددة بسبب حرب فرضتها عليه الميليشيا الحوثية بإنقلابها على سلطته الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني التي كانت هي ضمن مكوناته، حرباً لم يوفر اليمنيون أي سبيل وأية فرصة لتحاشيها لكن مليشيات الحوثي الإرهابية فرضتها عليهم عنوة فشنت حرباً واسعةً على مدن اليمن وأريافها مسقطةً كل فرص السلام ومدمرة للسلم الأهلي والنسيج الإجتماعي بشكل غير مسبوق، والإصلاح وهو يغذ الخطى في طريق هذا النضال مع أبناء الوطن جميعاً وقواه الوطنية جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف لا يبحث عن مكسب حزبي ولم يقدم تضحيته نيلًا لغنيمة سياسية، بل تلبية لنداء الواجب الديني والوطني والأخلاقي، ففي لحظة انهيار الأوطان، لا معنى لأي مكسب ولا قيمة لأي غنيمة، إن غايتنا الوحيدة المرجوّة أن يستعيد الشعب دولته وتقف الجماعة الإنقلابية المتمردة عن استهداف أبناء شعبنا لا سيما في الأراضي التي تحتلها، غايتنا الوحيدة أن نرفع الضيم والإرهاب الذي تمارسه المليشيا الحوثية على شعبنا ونعيد إليه حقه وحريته بتقرير مصيره وفقاً لقواعد العدالة والمواطنة المتساوية ..
إننا ونحن نعيد التذكير بتضحية الإصلاح اليوم، لا لنحصي عطاءاتنا للوطن، بل لنستعيد مشاعر الفخر ويستذكر الإصلاحيون موقعهم في سلم المجد والنضال وهم يعيدون تعريف الحرية بقيمتها الكبيرة التي تستحق كل هذه التضحيات، هذا هو مجدك أيها الإصلاحي، العلم والنشيد، الدولة والنظام والجمهورية، الحرية والتعددية السياسية، الديمقراطية والإرادة الحرة، فتحية لكل الإخوة المناضلون و الأخوات المناضلات في كل ربوع وطننا الغالي وفي كل ساحات البذل والعطاء، إننا لا نخوض معركة انتخابية لنذهب الى إدارة الحكومة بقدر ماهي معركة نخوضها حتى يكون الحكم متاح لكل يمني ، لا ميزات ولا امتيازات ولا استثناءات فالسلطة والثروة حقّان للشعب يتداول السلطة سلماً دون قتال ويقتسم الثروة عدلاً بلا احتكار .
تلك هي المفاهيم والقيم التي ناضل من أجلها الإصلاحيون رجالاً ونساءً ومعهم ملايين الشرفاء من أبناء شعبنا ومن كل أطيافه، فمن ذا يمكنه المزايدة عليه بعد اليوم، وكل تاريخه النضالي يشع بالقيم العليا وكل تضحياته تصب دفاعاً عن المبادئ الحضارية للشعوب الحرة ومكتسبات الإنسان الحديث وإذا كنا الحزب الذي جاء من قلب الجماهير وبصوت الناخبين دخل السلطة وخرج منها فإن هذا وبالقدر الذي يبعث على الفخر فإنه يدفعنا لتحمل مسؤوليتنا المضاعفة نحو نظام البلاد الجمهوري وأساسه التعددي من أجلنا ومن أجل الأجيال التي تستحق أن نورث لها الحرية.
في ذكرى تأسيس الإصلاح، وقبل كل شيء، يبعث حزبنا تحية عظيمة للقائد الكبير محمد قحطان، وهو يقضي عامه السادس في زوايا مختطف غير معلوم، إليك يا تمثال الحرية أنت وكل رفاقك المخطوفين في سجون المليشيا الحوثية من كل الأحزاب والمناطق والاتجاهات إليكم جميعاً أعز تحايا النضال، أنتم الغائبون الحاضرون معنا على الدوام، إن تغييبك القسري يا قحطـان لطخة عار في تاريخ سجّانيك وحجة تجرد العصابه الحوثية من أي ادعاءات زائفة بالأخلاق ... أما سنوات عمـرك خلف جدران السجن فشهادة تؤكد صـلابتك أمام بطشهم، وعظمتك في عيون سجّانيك حتى وأنت مجرد من الحرية، غيابك جرح لكن جرحك رصيد لك محفور في وجدان الشعب لن ننساك ولن تنساك الجماهير وهي تشهد أنه بسنوات إخفائك اختفت الحرية وفقد السياسيون إمكانية المجاهرة بمواقفهم، كنت والإصلاح أحد أهم شروط السياسة وتقدمها، تحية لك ولزمرة الأبطال الكبار من كل القوى السياسية، تحية للدكتور البواب ورفاقه وعبدالخالق عمران ورفاقه وزكريا قاسم ورفاقه وتحية لمحمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب ولكل الصحفيين المختطفين ولكل الشرفاء ممن تغيبهم مختطفات السجون أينما كانوا.
كما يجدد الإصلاح هنا دعوته بالإفراج غير المشروط عن قحطان ورفاقه وكافة المختطفين وإيقاف كل عوامل التهجير والنفي القسري والتوقف عن الاستثمار السياسي في ملف المخطوفين المدنيين ممن يمثل غيابهم إدانة لخاطفهم المتجرد من انسانيته المشبع بحقد يكفي لاستهداف مدني سلاحه قلمه أو موقفه.
أيها اليمنيون جميعًا :
لعلكم تتذكرون اللحظات الأولى التي قوضت فيها المليشيا الحوثية دولتكم وبدا أنها قد استملكت حياتكم للأبد، في تلك اللحظات انبرى رجال كالجبال من ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن الشرفاء الذين انحازوا لوطنهم وحافظوا على شرفهم العسكري ومعهم الآلاف من المقاومة الشعبية لحراسة مكتسبات الآباء المؤسسين، تداعوا من كل حدب وصوب لمنع العصابة الحوثية من إخضاع البلاد لحكمها بالقوة وتوحدوا حول الجمهورية الفكرة والنظام لبناء الجيش الوطني الذي مايزال يواصل المشوار حتى اليوم، لأنه تخلّق من رحم مأساة شعب كان يتحضر لعهد السلام والاستقرار لا صراع فيه إلا صراع السياسة بأدواتها الناعمة التي لا تدمي ولا تعرض المواطن للمخاطر، لقد أسقط الحوثيون مسار السياسة والسلام وفرضوا مسار الحرب والاقتتال، شنوا على الشعب حرباً داخلية مدعومة من الخارج بهدف إجباره على التخلي عن حريته وسيادته وحقه في الحكم.
وفي هذه الذكرى الطيبة: نحيي حماة الشعب وحراسه الأبطال في الميادين الذين يستحقون شرف الوقوف أمامهم بكل حب وإكبار، أولئك الذين شكلوا بأجسادهم دروعاً لصد جحافل العدو من سواحل عدن حتى جبال صعدة ومن سهول تهامة وتلال تعز الصـامدة حتى صحراء مأرب..
الجنود الذين نذروا أنفسهم لحراسة حياتنا جميعاً من الإستباحة، علينا أن نوليهم الجزء الأكبر من اهتمامنا، فلولاهم، بعد الله لما أبقى الإماميون لليمنيين مثقال ذرة من حرية أو كرامة، إنها المعركة الأكثر ارتباطاً بمكانتنا كشعب يستحق أن يحكم نفسه و يأخذ مكانه في قلب حركة التاريخ لا في هامشه، المعركة التي يجب أن تكون آخر الحروب وأول عهد الاستقرار السياسي والتنمية.
وفي هذه المناسبة يوجه التجمع اليمني للإصلاح تحية خاصة للمرأة اليمنية وهي تضرب أروع الأمثلة في العطاء والصبر وتقاسم الرجل مسؤولية النضال وضريبته عن إدراك ووعي بما سيكون عليه مصيرها في ظل الإمامة والكهنوت.
وفي هذا السياق يدعو الإصلاح الحكومة بكامل هيئاتها ومؤسساتها، للقيام بواجبها التاريخي والقانوني لدعم وإسناد الجنود في متارسهم، وتوفير كل ما تستلزمه المعركة المفتوحة للدفاع عن الوطن وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم فكل مقدرات الدولة وامكاناتها ملك للشعب ويجب أن يحصل عليها في معركته الوجودية ضد جماعة تعمل ضمن أجندة خارجية وتريق دم اليمني لتقوية الموقف التفاوضي لإيران أما الشهداء فهم التجلي الأعلى لنبل القضايا وأحقيتها في الاستمرارية والخلود، هم المثل الأعلى في الإخلاص والتضحية وإذا كان هنالك من يشاطرون الشهداء هذه المزايا فهم الجرحى وذوي الإحتياجات الخاصة حيث وقفوا نفس الموقف ووثبوا ذات الوثبة لا فرق بين الجريح والشهيد سوى أن العدو كان أقل دقة في تصويب رصاصاته هذه المرة.
وهنا تحضر أوجب الاسئلة وأكثرها إلحاحاً ما هو وضع أسرة الشهيد؟ وماهو وضع الجريح؟ أين وكيف يتلقى علاجه؟ ومن يعول أسرته شهيداً كان أو جريحاً ؟ مالذي فعلته الجهات المعنية لمن منع عنا جميعاً بؤس الهزيمة ومرارة الخسران ؟!
إننا في الإصلاح وفي الوقت الذي ندعو الجهات المعنية للقيام بواجباتها تجاه هذه الفئة الكريمة فإننا نحملهم مسؤولية أي تقصير أو تأخير أو إهمال تتعرض لها أسر الشهداء والجرحى والمختطفين وذويهم وندعوا إلى مزيد من الاهتمام بهم واتخاذ التدابير اللازمة لاستدراك ما فات.
ولن ننسى أيضاً حث الجهات المعنية للإهتمام بالمغتربين اليمنيين المنتشرين في مختلف البلدان ومعالجة أوضاعهم وكذلك حل الإشكاليات التي تعترض الطلاب المبتعثين في الخارج ورفع المعاناة عنهم كونهم الفئة الأهم ممن يتعلق عليهم أمل شعبنا بتحقيق النهضة العلمية في مختلف التخصصات.
أيها اليمانيون،
يا أحفاد سبأ وحمير:
إننا نواجه عدواناً إيرانياً مفتوحاً منذ سنوات، وما الحوثي فيه سوى لعبة في أيادي أوليائه في فارس... إن معركة اليمنيين اليوم، معركةً يقف فيها شعبنا حاملاً لواء الكرامة ضد مشروع توسعي يهدد المنطقة بأيدي مليشيا داخلية تستند هي الأخرى على خرافة الولاية والسلالة، لقد تضافرت همجية الإماميين الجدد مع مشروع إيران التوسعي، محاولين بذلك تجريد اليمن من هويته وتاريخه ولكم أن تتابعوا نشاطات الحوثي في عاصمة بلدنا المحتلة صنعاء؛ كي تدركوا حجم التطابق بين ما يقوم به الحوثي وبين نشاط الحوزات الإيرانية في باقي الدول التي تعبث بها إيران فتلك هي الصورة التي يسعى الحوثي لتعميمها كل يوم في صنعاء وبقية المدن الواقعة تحت سيطرته وأن يجعل من اليمنيين وقوداً لحرب تستهدف الوجود العربي برمته، الحرب التي بدأها الحوثيون فعلا ومستمرون فيها من خلال هجماتها المتكررة والمدانة على المدن والأعيان في بلادنا وفي المملكة العربية السعودية، ولا أظن يمانياً خالصاً يقبل بهذه الكارثة مهما كان الثمن.
وعليه وأمام هذه الرغبة الحوثية المصرة على تجريف الهوية اليمنية وفرض هويتها الطائفية قسراً على المجتمع، وتعبئة الجيل القادم على ثقافة الحقد والكراهية، علينا أن نرفع درجة استشعارنا الوطني والتحرري ونتخلص من أي عوامل تربكنا وتضعف نضالنا، كي نعجل من خلاص شعبنا ونوقف هذه العبثية الحوثية بحاضر ومستقبل الأجيال.
إن الإجرام الحوثي لم يكتف بتدمير حاضرنا؛ بل تمتد يداه لتلويث المستقبل، بما يحمله ذلك من مخاطر لتشويه نفسية اليمني المتسامح وشحنه بتصوراتهم الخرافية وأباطيل السلالة والطائفية المريضة وقد بلغ به سفهه حد تزوير التاريخ وتلويث المعرفة خدمة لإيران التي صارت تحكم صنعاء عن طريق مندوب حرسها الثوري وأن هذا النهج الفكري الطائفي سوف يؤسس لحالة احتراب دائم ويجعل السلام أمراً أقرب للمستحيل وغير قابل للتحقيق الأمر الذي ستفشل معه كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية.
أيها الإخوة والأخوات:
نعلم أننا نعيش ظروفاً استثنائية، إلا أن مهمة الجميع تُحتّم أن يكونوا عند مستوى هذا الظرف ما يعني حشد كل الطاقات والتعامل بروح استثنائية، وفي مقدمة المدعوين هنا الحكومة، فهي مطالبة بإنهاء حالة الركود وكل مثبطات العمل الحكومي، وحشد الموارد وإيقاف كل مصادر النزيف للمال العام ومكافحة الفساد ومعالجة الاختلالات في كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والدبلوماسية وتفعيل السلطات والأجهزة الرقابية وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة من ثبت فساده وفشله، والتعجيل بفتح موانئ ونوافذ البلد المغلقة وتأهيلها، وبما يمكّن الحكومة من معاودة تصدير النفط والغاز وتوفير ما تتطلبه البلاد من عملة صعبة لتمويل احتياجات المواطنين وتحسين ظروف معيشتهم وكذا نقل الاتصالات والتحكم بها من قبل الحكومة نظراً لأهميتها في رفد الخزينة العامة للدولة بالموارد المالية ومنع مليشيات الحوثي الإرهابية من استخدام شبكة الاتصالات في التجسس على المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن وبما يضر بالمعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب.
كما ندعوها، لوضع تدابير حازمة تعالج موضوع تدهور قيمة العملة الوطنية وتوقف النزيف في قيمتها ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الذي يعاني الويلات جراء الانهيار الاقتصادي وغلاء الأسعار وتردي الخدمات وكذا العمل على توفير الأمن والاستقرار وفرض سلطة الدولة على كافة المحافظات المحررة وحماية المواطنين من سطوة المليشيات التي تزايدت إعتداءاتها على المواطنين قتلاً وخطفاً وإخفاءً قسرياً، وهذا يحتّم على الحكومة معاقبة الجناة والعابثين بحياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم.
ونحن بدورنا في التجمع اليمني للإصلاح -وكما في كل مرة- نعيد التأكيد على دعمنا للحكومة والتعاون معها بكل ما يمكننا فعله لتسهيل عملها، وندعوها بالمقابل لتفعيل دورها بشكل ينهي حالة العجز الحكومي ويضاعف من حضورها في الواقع المعيشي وقدرتها على انجاز مهامها بمستوى يليق بطموح المواطن
إن هدفنا من دعم الحكومة تقوية موقفها السياسي والاقتصادي لتتمكن من خدمة المواطن وتوفير الخدمات الضرورية له ومعالجة ظروف المعيشة الصعبة وحمايته وتأمينه في اقامته وأثناء تنقله، إن موقفنا السياسي مرتبط بأحوال عموم المواطنين ومن أجل خدمتهم.
من جانب آخر: يجدد الإصلاح دعوته لكل القوى السياسية والمدنية، لضرورة تجاوز الماضي بكل حمولاته والتطلع نحو المستقبل، لأننا جميعاً اليوم نقف أمام مهمة تاريخية تتجاوز الصراع الحزبي وتتعداها إلى مهمة الحفاظ على الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري وحق الناس في العيش الكريم والتعبير الحر عن مواقفهم لاسيما بعد أن سطت المليشيا الحوثية الإرهابية على عاصمة البلد ونهبت مقدرات الدولة.
وعليه فإن النخبة السياسية بكامل طيفها، وفي مقدمتهم الإصلاح، مسؤولون أمام التاريخ والشعب
للقيام بواجبهم الوطني العريض، متمثلا في الإسهام بتقوية النسيج الوطني وحماية السلم الأهلي وتنمية الإحساس بمخاطر التحريض المناطقي وأضرار خطاب الكراهية ومن الأهمية بمكان إيقاف المهاترات الإعلامية بين شركاء العمل السياسي.
إن علينا جميعاً داخل منظومة العمل السياسي ألاّ ننسى الخطوة الأولى للمليشيا بعد اختطافها العاصمة صنعاء: لقد جمّدت الحياة السياسية تماماً، بل وجرّمتها وأقفلت مقرات بعض الأحزاب واعتقلت بعض القيادات الحزبية وصادرت الصحف، معلنةً بذلك موت السياسة وميلاد الحرب..
السياسة التي ينبغي أن تظل الأحزاب حريصة على إنقاذها ولو ضمن حدودها الدنيا وفي إطار إبقاء الصف الجمهوري متماسكاً وصون البوصلة الوطنية من أي انحرافات، هذه هي المهمة الوطنية الممكنة والضرورية والواجبة لأحزابنا اليوم، المهمة التي يجب إعادتها إلى حيز العمل وتوفير البيئة المواتية لعودتها لتنشيط عمل التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية وتنفيذ برنامجه التنفيذي الذي سبق وأقره التحالف وتم مناقشته مع الحكومة والعمل على تحويله إلى جزء من برنامج الحكومة وإحياء الحوار السياسي كممارسة تحقق بها كل الأحزاب مشروعيتها أمام جماهير شعبنا اليمني وتبرهن من خلالها على صدق مسؤوليتها في هذه المرحلة الأخطر.
إن درس صنعاء المؤلم ومصير السياسة الحزين داخلها يفرض اليقظة ضد أي تهديد مماثل لها والسعي لحمايته وصون حق المواطنين في التعبير عن الرأي والموقف والنشاط ولئن كانت السياسة قد حُظرت في صنعاء فكيف لاقت المصير نفسه في العاصمة المؤقتة عدن حيث لا خدمات للمواطنين مما جعلنا نواجه أعداء الجمهورية بعاصمة لا جمهور فيها ولا سياسة ولا حريات عامة.
أيها الإصلاحيون والإصلاحيات ... المواطنون في كل ربوع بلادنا الكريمة :
إن الإصلاح وفي ذكرى تأسيسه، يكرر الدعوة لتطبيق اتفاق الرياض، باعتباره الإطار السياسي لانهاء حالة التمزق في صف الشرعية والسبيل السليم الآمن لعودة الرئاسة والحكومة ومجلس النواب ومجلس الشورى وكافة مؤسسات الدولة ولملمة الجهود لاستعادة الدولة والبدء في ذلك بالشق الأمني والعسكري، وعليه فإنا ندعو للوفاء بالالتزامات المحددة والخطوات المتفق عليها، والتركيز على الهدف الكبير المتمثل في تطبيع الوضع السياسي والأمني والعسكري، والعمل تحت مظلة الحكومة لتثبيت أركان الدولة، كما يؤكد استعداده الصادق للتفاهم والتعاون مع كل خطوة من شأنها تحقق مصالح الجميع، بما فيهم الإخوة في المجلس الانتقالي، داعياً إياهم لتجاوز الاعتبارات الخاصة والتصرف وفقاً لما تتطلبه المصلحة العليا للبلاد، إذ لا يمكن تحقيق أي هدف بشكل انفرادي، وكل المكاسب الأحادية تظل مكاسب معرضة للزوال، ما لم يتحد الجميع لتقوية الدولة اليمنية الواحدة والتفاهم تحت إطارها الكبير.
إن حصاد التجربة الدامية تجعلنا جميعا أمام مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية، فما فعلته الميليشيا الحوثية الإرهابية منذ انقلابها على الشرعية الدستورية يضع جميع اليمنيين أمام حقيقة أنها عدوة حاضرهم ومستقبلهم جميعاً بلا تمييز مهما تسترت خلف أكاذيبها أو نفذَت من بين شقوق خلافاتنا فهدفها أن تستولي على دولة اليمنيين فوق كامل التراب الوطني و تخضَع مواطنيها دون تمييز بينهم، والأمثلة على ذلك كثيرة حيث لا زالت إلى اليوم تستهدف بصواريخها مختلف المناطق كمأرب والجوف وتعز والضالع والحديدة والمخا وما جريمة استهداف العند عنا ببعيد وهو ما يستدعي أن يصطف اليمنيون في مواجهتها جميعاً بلا استثناء، وأن أي جنوح من أي قوة سياسية لأن تتجاوز هذه الحقيقة فتلعب دوراً خارج هذا السياق إنمّا ينمّ عن سوء تقدير منها لن يلبث أن ينقلب إلى خيبة طاحنة تطيل معاناة شعبنا اليمني في كامل جغرافيا البلاد.
كما لا يفوتنا في هذه المناسبة أن نجدد دعوتنا للعالم الحر، بالوقوف مع نضالات شعبنا اليمني لتحقيق حريته ونقول للعالم: اليمنيون مثلكم شعباً يتطلع لحياة حرة وكريمة، ويعاني من قبضة مليشيا مسلحة صادرت حريته ونهبت موارده وأخضعته لسلطتها بالقوة، بل وذهبت أبعد من ذلك لتدّعي أحقيتها الإلهية بالحكم من دون الناس.
والحديث هنا عن جماعة الحوثي الإرهابية، فهي الجماعة التي دشنت هذه الحرب المفتوحة ضد اليمنيين وكانت وما تزال ترفض كل دعاوى السلام حتى هذه اللحظة وكان آخرها رفضهم لمبادرة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وإصرارهم على استهداف المدنيين والنازحين من ما يستدعي موقفاً دولياً قوياً تجاه هذه المليشيات الإرهابية إذ أن التراخي في التعامل معهم يدفعهم لمزيد من العنف والإرهاب والإصرار على تحقيق مكاسب سياسية بقوة السلاح.
لطالما كان مصير البشرية واحداً ولطالما تآزرت الشعوب للقضاء على كافة أشكال العنصرية في العالم ولعل الشعب اليمني اليوم يخوض معركته ضد واحدة من أسوأ العنصريات التاريخية، عنصرية جماعة ثيوقراطية، تجسد نموذجاً لعصور الظلام، تلغي إرادة الناس وتؤمن بالعنف كنهج للحكم وأسلوب حياة عامة، ما يجعل العالم أمام مسؤولية أخلاقية يشترك فيها مع اليمنيين ليسندهم في معركتهم للدفاع عن قيم الحياة الحديثة ومكافحة آخر العنصريات المتفاقمة في الكوكب.
إن التجمع اليمني للإصلاح وهو يرحب بالمبعوث الأممي الجديد لدى اليمن السيد هانس غروندبرغ الذي تعين مؤخراً وكذا ترحيبه بالمبعوث الأمريكي السيد تيم ليندركينغ فإنه يدعو المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته عبر تفعيل كافة الأدوات الضامنة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بالقضية اليمنية، والتي من شأنها ليس فقط مساعدة دولة عضو في الأمم المتحدة في أن تحافظ على نظامها الجمهوري ومسارها الديموقراطي وإنما أيضاً إزالة تهديد حقيقي يعرّض الأمن الدولي برمّته للخطر المتمثل في إبقاء واحد من أهم المضائق البحرية في العالم في متناول مغامرات ميليشيا لا تمتلك أدنى قدر من حس المسؤولية، حيث والشواهد على هذا الخطر لم تعد خافية على أحد.
وفي هذا السياق نؤكد على ضرورة التمسك بالمرجعيات الثلاث للحل النهائي الذي تستحقه بلادنا وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار ٢٢١٦ باعتبارها الإطار المرجعي الذي يعرّف القضية اليمنية والخارطة الأصلح لحل المشكلة اليمنية وإيقاف الحرب ووضع حدٍ للوضع الإنساني السيء ولأنه من يحدد الدور الأممي بدقة، هذا الدور الذي تعرض لانتكاسات وصلت إلى حد الفشل أحياناً والتوقف المتكرر بسبب الرغبة في تجاوز هذا الإطار ومحاولات العمل من خارجها.
ولذا فإننا ندعو إلى مراجعة تجربة مبعوثي الأمم المتحدة والاستفادة من الأخطاء التي تمت حتى لا تتكرر من جديد.
أخيراً: وإننا وفي هذه المناسبة نجدد شكرنا للتحالف العربي لدعم الشرعية ممثلة بالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على جهودهما الكبيرة التي بذلاها لدعم بلادنا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ونثمن لهم دورهم التاريخي، في دعم الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونؤكد حفظ شعبنا للجميل ومبادلتهم الوفاء بالوفاء، ولطالما كانت السعودية كذلك وعهدنا بها جارةً شديدة الحرص على مكانة اليمن..
والحقيقة أن الترابط بين شعبينا إحدى الحقائق التاريخية الراسخة وقيادة المملكة خير من يعي ويقدر ذلك.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمختطفين
عاشت الجمهورية اليمنية وعاش الشعب اليمني حُراً أبياً
رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح
محمد عبدالله اليدومي
نقلا عن موقع الاصلاح نت .