أقام المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المهرة، اليوم الأحد، حفلاً فنياً وخطابياً بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، بالتزامن مع أعياد الثورة اليمنية، بحضور شخصيات اجتماعية وسياسية وقيادات في السلطة المحلية.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة، سالم السقّاف، أن اليمن ما يزال يعاني من تداعيات الانقلاب الحوثي الذي دمّر مؤسسات الدولة وحاول فرض مشروع طائفي دخيل، مشددًا على أن استعادة الدولة يتطلب اصطفافًا وطنيًا جامعًا يقود مشروع التحرير وبناء يمن اتحادي يلبّي تطلعات كل اليمنيين.
وأضاف السقّاف: "نحن نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، ونستذكر فيها أهداف ومنطلقات الثورة اليمنية المجيدة، التي كانت نبراسًا لحركة الإصلاح التي نتشرف بالانتماء إليها".
وأكد أن الإصلاح ليس وليد اليوم أو الظرف الراهن، بل هو نتاج لمنطلقات وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وامتداد طبيعي وعميق للحركة الإصلاحية اليمنية العريقة.
ودعا السقّاف إلى ضرورة الحفاظ على محافظة المهرة بعيدًا عن الصراعات والاستقطابات، مشددًا على أهمية ترسيخ شراكة سياسية واجتماعية حقيقية بين مختلف المكونات، بما يضمن بقاء المهرة نموذجًا للاستقرار والتعايش والتنمية، والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل لأبنائها.
وأشاد رئيس إصلاح المهرة، بدور الأشقاء في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، في دعم الاقتصاد الوطني، وما ترتب على ذلك من تحسّن في سعر العملة وتراجع في الأسعار، مما أسهم في التخفيف من معاناة المواطنين، كما ثمّن الجهود الإنسانية المقدّمة من سلطنة عُمان، مؤكدًا أنها محل تقدير أبناء المهرة.
وأعرب رئيس الإصلاح عن تقديره لدور السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة، مؤكدًا أن جهودهم محل إشادة، لكنها بحاجة إلى للاستمرار لتطوير القطاعات الخدمية، وعلى رأسها قطاع الكهرباء.
كما عبّر عن اعتزاز الإصلاح بكوادره، مشيدًا بدورهم في نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخر، داعيًا مختلف القوى السياسية والاجتماعية إلى تعزيز قيم الحوار والشراكة، والعمل معًا لجعل المهرة نموذجًا وطنيًا للاستقرار والتعايش.
من جانبه، ثمّن الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة المهرة، سالم نيمر، الدور الوطني الذي يقدّمه حزب الإصلاح في تعزيز وحدة الصف بين المكونات والتنظيمات السياسية داخل المحافظة، مشيرًا إلى إسهاماته الواضحة في حماية الوحدة اليمنية ودعم جهود الحفاظ على التماسك المجتمعي.
وأشاد نيمر بالرؤية التي قدّمها الإصلاح لتطوير قطاع الكهرباء في المهرة، مؤكدًا أن السلطة المحلية ستناقشها بجدية ضمن مساعيها لتحسين هذه الخدمة الحيوية وتخفيف معاناة المواطنين، داعيًا كافة الأحزاب والمكونات المجتمعية إلى العمل المشترك والتعاون مع أجهزة الدولة في ظل المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مثمنًا الدور المجتمعي في مساندة السلطة المحلية في أداء مهامها التنموية والخدمية.
وفي كلمة القوى السياسية، عبّر رئيس فرع الحزب الوحدوي الناصري بمحافظة المهرة، سالم محمد سليمان، عن سعادته بمشاركة حزب الإصلاح احتفاله بالذكرى السنوية الـ35 لتأسيسه، التي تتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بأعياد الثورة اليمنية، ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، اللتين دشنتا عهدًا جديدًا من الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وأشار إلى أن مثل هذه المناسبات الوطنية تمثل محطة مهمة للتأمل والمراجعة، وفرصة لتعزيز روح التلاحم والوحدة بين جميع القوى الوطنية، مؤكدًا أن الوطن اليوم بأمسّ الحاجة لرص الصفوف، وتجاوز الخلافات، والانطلاق نحو مشروع وطني جامع يلمّ شمل اليمنيين ويوحد كلمتهم.
وأضاف سليمان أن حزب الإصلاح كان له منذ تأسيسه دور فاعل في الحياة السياسية اليمنية، من خلال مشاركته في الاستحقاقات الديمقراطية، وسعيه المستمر لترسيخ قيم الشراكة والعمل المؤسسي، إلى جانب مواقفه الوطنية الثابتة في مختلف المنعطفات التي مرت بها البلاد.
وأوضح أن هذه المناسبة تمثل فرصة للتعبير عن التقدير لكل القوى السياسية، وفي مقدمتها حزب الإصلاح، التي لا تزال متمسكة بخيار النضال السلمي والمشروع الجمهوري، وتعمل بمسؤولية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق تطلعات اليمنيين في بناء وطن يتسع للجميع.
وأكد سليمان أن المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع إعلاء صوت الحكمة والعودة إلى المبادئ التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني، ومواصلة العمل لإقامة الدولة الاتحادية العادلة التي تكفل الحقوق وتحترم الحريات وتحقق التنمية والتوزيع العادل للثروة والسلطة.
وشدد على أن الاحتفاء بالتجارب الحزبية الوطنية ليس ترفًا سياسيًا، بل واجب وطني، كون الأحزاب تمثّل حجر الزاوية لأي تجربة ديمقراطية، وضمانة لبقاء التنوع والتعدد والتداول السلمي للسلطة، معتبرًا أن مناسبة كهذه لا تخص حزب الإصلاح فقط، بل تمثل محطة مشتركة لتعميق الشراكة وتعزيز الثقة بين مختلف المكونات الوطنية.
وفي كلمة دائرة المرأة، قالت بصّار مصبّح، مسؤول الإعلام بدائرة المرأة بإصلاح المهرة، إن الإصلاح لعب دورًا بارزًا وقويًا في مسيرة البناء والنضال منذ تأسيسه في 13 سبتمبر 1990م، مشيرًة إلى أن الحزب يحمل مشروعًا وطنيًا جامعًا يدافع عن الهوية الإسلامية والوطنية، ويساهم في التعددية السياسية والعمل الديمقراطي.
ودعت بصّار جميع اليمنيين من الأحزاب والمكونات السياسية، والشرفاء من المواطنين، والعلماء، والمثقفين، والشباب، والنساء، إلى تعزيز الوحدة والوقوف صفًا واحدًا لمواجهة التحديات الوطنية، مؤكدة أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر ويوم الجلاء تمثل قيم الحرية والكرامة التي تشكّل الأساس لبناء الجمهورية اليمنية.
وتخلل الحفل فقرات إنشادية، وقصائد شعرية، ورقصات شعبية قدّمها شباب الإصلاح بالمحافظة، مستمدة من التراث المهري العريق، عبّرت في مجملها عن الفخر بنضالات الحزب وأدواره الوطنية المشرفة.