موقع أمريكي: اليمن هي المنطقة الأنسب لبدء خفض التوترات الأمريكيةـ الإيرانية والتوصل لتسوية (ترجمة)
قـال موقع أمريكي "إن اليمن سيكون النقطة الأنسب بالنسبة لحدوث خفض تصعيد أولي في التوترات الأمريكية الإيرانية، حيث فيه لن يضحّي أي بلد منهما بأي مصلحة جيو-استراتيجية كبرى له كما لن يبحث عن أي تأثير في أي مفاوضات ثنائية مستقبلية.
وفي مقال كتبه الباحث الأمريكي كيفن لي. شوارتز ـ ونشره موقع «Lobe Log» - قال "أنه يمكن إجراء مسار خفض التصعيد ذلك عبر مناقشات غير مباشرة من خلال مفاوضات أممية بحيث لا يحتاج البلدان إلى الظهور كطرف مهزوم".
وأكد الكاتب - في مقال ترجمة "يمن شباب نت" - بأن إنهاء الحرب اليمنية سيُظهر للمجتمع الدولي وللشعب اليمني أن حياتهم وسيادتهم لم تعد مسألة هينة. فقد دخلت الحرب عامها الخامس وخلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد مضى وقت طويل لـكي تعمل جميع أطراف النزاع من أجل تحقيق الأمن السياسي والاقتصادي لسكان اليمن، وليس العمل ضده.
وقال "بأن التحالف الذي تقوده السعودية والمتمردون الحوثيون قادرون فقط على مواصلــة النزاع من خلال عمليات نقل الأسلحة الأمريكية والإيرانية وغيرها من وسائل المساعدة".
ولهذا ...يعتقد الكاتب بأن من شأن إنهاء هذا الدعم أن يزيد من إمكانية التوصل إلى تسوية تفاوضية يمكن أن تبدأ في تخفيف المعاناة في اليمن.
واعتبر الكاتب بأن الحرب اليمنية هي "الساحة المركزية التي تنخرط فيها الولايات المتحدة وإيران في مواجهة منتظمة وغير مباشرة، حيث تخاطران بخطوات وسوء تقدير قد يتحولان إلى حرب مباشرة".
ولفت "في أعقاب توقيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، سعت إدارة أوباما إلى تهدئة قلق حلفائها الخليجيين حيال الأمن الإقليمي وعلاقتهم بالولايات المتحدة، ورفضت فرض أي قيود على حملة القصف السعودية ـ الإماراتية في اليمن".
وبالنظر للعقبات الامريكية القليلة، إن وجدت، من تلك التي تعترض هجومهم الجوي الوحشي -والتي عمل الامريكيون على تيسيرها بالفعل - فقد كانت بمثابة سوء تقدير فتح البوابات أمام الانخراط الإيراني في اليمن. فمع مضي حملة قصف التحالف، توسع الدعم الإيراني للحوثيين، الذي كان في السابق ضئيلاً وغير متناسق في أحسن الأحوال، بل إنه اكتسب أهمية استراتيجية إضافية.
وتابع الكاتب " أثار انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي المزيد من الاعتداءات الإيرانية الانتقامية المثيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. غير أن اليمن هو المكان الذي توجد فيه شكوك متبادلة في العلاقة الأمريكية ـ الإيرانية بأكبر قدر من احتمال سوء التقدير المتبادل".
وبالتالي.. يرى الكاتب بأن هناك خطر حقيقي في أن يصبح اليمن في هذه الفترة من حملة "أقصى قدر من الضغط" الأمريكية ضد إيران بالإضافة للتوترات المتزايدة "نقطة اشتعال المواجهة المباشرة " بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال "في الواقع إذا ما قام الحوثيون أو إيران نيابة عنهم بشن هجمات على منشآت النفط السعودية وهو ما سيثير رداً عسكريا بقيادة الولايات المتحدة أو بدعمها، فإن اليمن سوف يجذب الدولتين إلى صراع مباشر".
ولفت "في الواقع يبدو أن أطراف النزاع المتعددة مستعدة لاتخاذ خطوات لإنهاء إراقة الدماء في اليمن، وهناك دلائل تشير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تشرك الحوثيين في محادثات مباشرة معها، في حين أن الأخير أعلن استعداده للالتزام بوقف إطلاق النار، على الرغم من الهجمات الجوية المستمرة".
من جانبها، أبدت إيران رغبة في "التعاون مع الأمم المتحدة وجميع الدول التي تسعى إلى السلام في اليمن"، وفقًا لمتحدث باسم الحكومة. وهذه كلها تطورات مرحب بها.
وختم الكاتب الأمريكي مقاله بالتأكيد على "أن إنهاء الانخراط الأمريكي والإيراني في اليمن لن يؤدي بالضرورة إلى حل جميع مسائل الخلاف بين الخصمين، كما أنه قد لا يؤدي إلى إنهاء الأعمال القتالية في البلد الذي مزقته الحرب".
لكنه سيكون الإجراء الأكثر وضوحًا للبلدان باعتباره خطوة أولية لإعادة تأكيد قدر ضئيل من الثقة في علاقتهما، وكذلك لـوضع حد لتواطؤهما في الأرواح البشرية المفقودة بالفعل وتجنب مقتل العديد من الآخرين في المستقبل، والذي من المؤكد أن أي مواجهة مباشرة بينهما ستكون سبباً في حدوثه ـ وفق تعبيره.