انتهاكات صامتة في المكلا وعدن... وأصوات لا تتحدث

إن الدفاع عن حرية الصحافة لا يجب أن يكون انتقائيًا، بل شاملًا وعادلاً، فمحافظة مأرب التي كانت ولا تزال حاضنة لكل الصحفيين من مختلف التوجهات، لم تفرض عليهم لونًا أو خطابًا بعينه، بل وفّرت بيئة آمنة يمكن للصحفي فيها أن ينتج، ويغطي، ويعبّر دون خوف من الملاحقة أو التضييق، ما دام ملتزمًا بالمهنية والموضوعية.
لكن حين يتحول العمل الصحفي إلى وسيلة للابتزاز، أو منصة للتشهير، بعيدًا عن معايير النقد البنّاء المدعوم بالوثائق والدلائل، فإن ذلك لا يُعدّ حرية صحافة، بل انحرافًا عن جوهرها ومبادئها، وتشويهًا لدورها الحقيقي في التوعية والمساءلة.
نحن لا ندافع عن أي انتهاك، سواء كان في مأرب أو في غيرها، ونتضامن مع كل الزملاء الذين يتعرضون لأي تجاوز، لكن في المقابل لا بد من تقييم المحتوى والممارسة، فحين تغيب المهنية، تفقد الصحافة مشروعيتها.
هناك انتهاكات يتعرض لها الصحفيون في المكلا وعدن تصل حد الملاحقة والاعتقال، بل إن بعضهم يتجنب المرور منها خشية الاعتقال، ومع ذلك يقابل هذا بصمت إعلامي مريب، وكأن حرية الصحافة مطلب يُرفع فقط في وجه محافظات بعينها، ويتجاهل ما يحدث في محافظات أخرى.