رمضان اليمن الخامس بزمن الحرب... أزمة إنسانية ومعيشية مستمرة
للعام الخامس على التوالي، يأتي شهر رمضان مع استمرار الحرب وآثارها الكارثية على حياة الغالبية العظمى منهم، واستمرار الأزمة الاقتصادية والإنسانية، وصولاً إلى الأوضاع الأمنية التي كبدت المدن والبلدات ثمن المواجهات العسكرية المباشرة وما خلفته من نزوح.
في العاصمة صنعاء، حاضرة اليمنيين الأبرز، والتي عادة ما ترتفع فيها وتيرة الحركة التجارية وتزدحم بالمتسوقين كل رمضان، ألقت التحولات والأزمات الاقتصادية والإنسانية بظلالها على حياة السكان إلى حد كبيرٍ، مع تأثر شريحة كبيرة من سكان العاصمة بفقدان مصادر دخلهم مع توقف مصالح ومؤسسات وشركات في القطاعين العام والخاص، فضلاً عن نزوح أعداد غير قليلة من الأسر في مناطق النزاع بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، خصوصاً من محافظتي حجة وصعدة، عند الشريط الحدودي الشمالي الغربي مع السعودية، وصولاً إلى الحديدة.
ووفقاً لما ذكره سكان ومالكو محال تجارية متنوعة في صنعاء لـ"العربي الجديد"، تراجعت القدرة الشرائية لدى المواطنين كماً ونوعاً، مع الارتفاع المضاعف للأسعار في سنوات الحرب، وشبحها الذي يلاحق السكان ويمنعهم من شراء أغلب الاحتياجات الرمضانية، فضلاً عن وجود عوائل تعيش أوضاعاً تشبه المجاعة ولا تتوفر لها الوجبات الأساسية.
ويقول يحيى ناصر، وهو موظف في وزارة التربية والتعليم، لم يتسلم راتبه منذ أكثر من عامين "لم نعد نعيش إلا بالبركة، وسواء أنا أو جيراني، لم أشتر شيئاً للمطبخ أو لأطفالي".
ويمثل نازحو الحديدة الذين فروا من جحيم الحرب منذ أقل من عام، أحد أبرز المتغيرات على صعيد الأزمة الإنسانية، إذ يعيش العديد منهم في خيم متواضعة نصبت بشوارع في العاصمة اليمنية أو في ضيافة أقارب لهم، ويكادون يفتقرون إلى مصادر الإنفاق على الحاجات الأساسية، باستثناء بعض المساعدات.
ولا شك أن تداعيات الأزمة برمتها، وما يتعلق بالنازحين أو غيرهم، انعكست بزيادة كبيرة في أعداد المتسولين في شوارع صنعاء وغيرها من مدن البلاد.
الجدير بالذكر أن أزمة الأسعار لا تستثني أي منطقة يمنية، وتأتي نتيجة انهيار أسعار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في النصف الأخير من 2018، وكل ذلك ألقى بظلاله على استقبال رمضان في مختلف المناطق اليمنية.
ويكثر الحديث عن الأزمة المعيشية قبل سواها، في حين أن سكان المناطق القريبة من المواجهات في تعز والحديدة وحجة وصولاً إلى أطراف الضالع والبيضاء وغيرها من المحافظات، يعتبرون الأكثر تضرراً ومعاناة من ويلات النزوح والكارثة الإنسانية والمعارك المباشرة في آن.