رئيس المنسقية العليا لثورة 11 فبراير بالمهرة: ثورة 11 فبراير حطمت كل حواجز الصمت والاستكانة للظلم

قال رئيس المنسقية العليا لثورة 11 فبراير المجيدة بمحافظة المهرة سعيد الغاوي أن ثورة ال11 من فبراير حطمت كل حواجز الصمت والاستكانة ورفضت الظلم وأعلنت عن ميلاد جديد للحرية والكرامة. 

جاء ذلك خلال كلمة له خلال فعالية الاحتفال بالذكرى الحادية عشر لثورة 11 فبراير المجيدة والتي أقيمت بمدينة الغيضة صباح اليوم إليكم نصها:  

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد ا وعلى اله وصحبه وسلم وبعد :
الاخوة المشائخ والاعيان
الاخوة الثواروالثأئرات
الحاضرون جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا  بكم جميعا  للاحتفال بفجر يوم جديد للعيد الحادي عشر لثورة التغيير ١١ فبراير المجيدة شاكرين قدومكم جميعا 

ايها الحاضرون جميعا 
اليوم نقف إجلالاً لإحياء الذكرى الـ 11 لانطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية 11 فبراير المجيدة.. وإجلالاً مماثلاً لكل شهداء الثورة الأحرار، وكل جرحاها، وكل معتقليها وكل شهداء الجيش الوطني في وجه المليشيات الحوثية الإرهابية.
في مثل هذا اليوم كانت اليمن تطوي صفحة من الماضي المستبد، وتحطم كل حواجز الصمت والاستكانة، لترفض الظلم والضيم، وتعلن تجديد ميلاد الحرية والكرامة.
اليوم يوم استثنائي في تاريخ اليمن واليمنيين، خرج فيه الشباب إلى ساحات الحرية والتغيير، يشعلون أنقى ثورة سلمية شهد العالم مدى عظمتها وعظمة شبابها وعمق مشروعهم الحضاري الوطني الرائد، ورؤيتهم للمستقبل المشرق، والتسامي فوق الجراح رغم آلة القمع التي ووجهها الشباب بصدورهم العارية.
 كانت السمة الأساسية للثورة هي سلميتها، وعدم انجرارها للتصادم مع النظام، أو جر البلاد إلى الفوضى، لذلك تساوى في صفوفها كل الفئات والتيارات المجتمعية والسياسية والقبلية والعسكرية دون تمييز أو استئثار أو القبول بفرض أي أجندة، فكانت ثورة شعب لا نخبة، ثورة أُمة يمنية عظيمة رفضت مصادرة ملكيتها للسلطة او تجاوز ارادتها في اختيار من يخدمها.
ايها الحاضرون جميعا 
لقد تعددت الأفكار وتوحدت الغايات في سبيل تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية..ولخصت هتافات الثوار في كل ساحات الحرية والتغيير " الشعب يريد بناء يمن جديد"، المشروع الوطني الذي طمح إليه وتطلع إليه شعبنا اليمني، وكان شعاراً يعبر عن كل أبناء الوطن، سواء من شارك في الثورة أو من ناصرها ولم يشارك، أو من أحاطت بهم مخاوف من المآلات التي ستؤول إليه الثورة لإدراكهم أن من يدير البلاد يغلّب المصلحة الشخصية فوق كل الاعتبارات، وعلى استعداد لبيع الوطن، وبيع مكتسباته ومقدراته، مقابل ضمان استمرار البقاء في السلطة ونهب الثروة وتكريس التوريث والفساد والاستبداد.   

كانت الثورة ماضية بقوة في تحقيق أهدافها، رغم صعوبة المرحلة التي تمر بها، وحافظت على الدولة وعلى مؤسساتها وساهمت في تعزيز أدائها في مختلف المجالات.
ومثلت مخرجات الحوار الوطني المشروع الوطني الجامع الذي تم إنجازه بمشاركة كافة القوى السياسية والتيارات المجتمعية ومشاركة الشباب والمرأة، لتؤسس لبناء يمن جديد، بذات الحلم الذي طمح إليه الشباب، وحولت حلم الأحرار على مدى تاريخ الحركة الوطنية إلى حقيقة يجب انجازها، لكن المتربصين بالوطن كانوا يعدون العدة لمنع الوصول إلى تحقيق كامل أهداف الثورة، فكان انقلاب 21 سبتمبر 2014م، الذي كشف عمق الدولة العميقة، التي استغلت كل مقدرات وإمكانيات الدولة بلباس جمهوري، ومثل الانقلاب في حقيقة جوهره انقلاب على النظام الجمهوري ومخرجات الحوار الوطني وأهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية.

هذا الانقلاب الدموي يعتبر امتداداً لصراع طويل لليمنيين مع القوى الرجعية التي أعاقت بناء وطنهم، وقد سعت ثورة فبراير لمعالجة كل الصراعات وتعزيز نهج الثورة الوطني ببناء الدولة المدنية من خلال احتواء كل أبناء الوطن، وعدم إقصاء أي مواطن، أو حزب، أو تيار، ومعالجة الماضي بما يضمن بناء المستقبل على أسس وقواعد متينة من الشراكة الوطنية الصادقة التي لا تستثني أحداً.
ايها الحاضرون جميعا 
مر الوطن خلال الـ 11 عاماً الماضية بأحداث كثيرة، أشعل الانقلاب جذوة الفتنة، والحرب والصراع والدمار، ووصلت البلاد إلى حالة مأساوية تصنف ضمن أسوأ البلدان في الجانب الإنساني عالمياً، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إنقاذ البلاد ما لم يتم إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه واستعادة الدولة، وذلك يتطلب من كافة القوى الوطنية استشعار المسؤولية، والكف عن المناكفات السياسية والإعلامية التي لا يستفيد منها سوى الانقلاب، ونبذ الخلافات وتوحيد الجهود لإنهائه واستكمال التغيير وعودة القرار للشعب لاختيار من يمثله وفق المبادئ الديمقراطية.
ايها الثوار والثأئرات
لقد كانت فبراير ولا تزال منبرا حضاريا للتعريف باليمن وإرثه الحضاري ومكانته بين الأمم، والفضاء الواسع الذي اخرج الكثير من العقول والتجارب والمفكرين والمبدعيين اليمنيين في مختلف المجالات، كانت ولا تزال قائدة التوجه نحو المستقبل المشرق الآمن المستقر في وجه كل المشاريع القادمة من الماضي والمسكونة فيه الغارقة في خصوماته، وواجبها اليوم انتشال أصحاب الاحلام الصغيرة بعودة الماضي البعيد او القريب، ونقلهم إلى المستقبل الكبير المتسع للجميع ، فلا مكان لاعباء الماضي في يمن الايمان والحكمة.
الاخوة والاخوات
في هذه الذكرى المباركة نجدد دعوتنا لقيادة الدولة للعودة إلى الوطن للقيام بواجباتها ومحاسبة المفسدين والمقصرين في عملهم وحماية المال العام وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والخدمي للمواطنين.
ومع الانتصارات التي تحققت في بداية هذا العام في معظم الجبهات، فإننا ندعو إلى تكثيف الجهود الوطنية ليكون هذا العام عام نهاية للانقلاب وعودة للاستقرار واستكمال بناء اليمن الاتحادي الجديد الذي توافق عليه اليمنيون.
الخلود للشهداء،، والمجد للوطن،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته