أهم الأخبار
الرئيسية - أخبار محلية - الجرادي:الإصلاح دفع ثمنا باهظا باعتباره عنصرا رئيسيا في معركة استرداد الدولة

الجرادي:الإصلاح دفع ثمنا باهظا باعتباره عنصرا رئيسيا في معركة استرداد الدولة

الساعة 11:43 مساءً (المهرة اونلاين_متابعات خاصة)

قال رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، علي الجرادي، إن من محاسن الأقدار اقتران ميلاد حزب الإصلاح بشهر سبتمبر، وإن "هذا الاقتران جُسّد اليوم عمليا من خلال وجود الإصلاح كشريك فاعل وحائط صد ضد كل الأفكار العنصرية والطائفية في البلاد، ويشكل -مع بقية المكونات- الصف الوطني لحماية الجمهورية".


وأضاف الجرادي، في مساحة "الأحزاب السياسية خلال سنوات الحرب.. أداء وتقييم"، على منصة "إكس"، أنه "عندما تطلق الرصاص من فوهة البنادق فإن لها تأثيرا كبيرا على الحياة السياسية، فالبندقية والحياة السياسية لا تجتمعان، وعندما تبدأ جولات العنف، فلا شك سيكون هناك تأثير على جوهر الحياة السياسية"، مشيرا إلى أنه "من المفارقات أن النكوص عن الجمهورية كان في شهر سبتمبر".


وأوضح رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح أن الانقلاب كان ضد الحياة السياسية، وضد التعددية، وأن "الحوثي رفع شعار إسقاط الجرعة، ومن الناحية السياسية ضد الإصلاح تحديدا، بغرض تحييد بقية القوى، ثم تبين أن الحوثي لا يستهدف الإصلاح كحزب فقط، بل يستهدف الإصلاح كقيمة، فهو يستهدف الجمهورية والتعددية السياسية والنظام الجمهوري".


وعندما تندلع الرصاصة الأولى، وفق حديث الجرادي، سيكون لها تأثير على الحياة السياسية، وجعل الأحزاب تعيد ترتيب أولوياتها، فأصبحت أولوياتها في التعبئة والحشد للدفاع عن الجمهورية باعتبارها الرافعة الأساسية والوطنية في حمل مشروع الجمهورية مع بقية الشركاء الوطنيين، مشيرا إلى أن الحرب فرضت أيضا تحولا ثقافيا في التركيز على قيم الجمهورية والمواطنة، والتحول في إسناد هذه المعركة الشاملة في مواجهة الإمامة الجديدة (مليشيا الحوثي).


ولفت الجرادي إلى أن هذه التغييرات التي فرضتها الحرب، هي تغييرات تشمل جميع الأحزاب المنضوية في إطار الدفاع عن الجمهورية، مبينا أن التجمع اليمني للإصلاح عانى بشكل خاص من الحوثي إذ إنه استهدفه بشكل مباشر في قياداته وقواعده ومؤسساته، ودفع الإصلاح ثمنا غاليا، وتعرض الإصلاحيون للقتل والتشريد والاختطاف وعلى رأسهم المخفي قسريا الأستاذ محمد قحطان، وتجريف الحياة السياسية بشكل عملي على أرض الواقع، وهذا التجريف لا شك أنه فرض أولويات على الأحزاب وعلى الإصلاح.

 

وقال الجرادي إن "انقلاب الحوثي على الحياة السياسية اليمنية وإسقاط الدولة فرض تغييرا في أولويات عمل الأحزاب، وإن الثمن دفعته الأحزاب وفي مقدمتها حزب الإصلاح"، مؤكدا أن "الإصلاح دفع ثمنا باهظا في وجوده باعتباره عنصرا رئيسيا في معركة استرداد الدولة، مثل مكتب تنفيذي الإصلاح في الجوف الذي ذهب معظم أعضائه شهداء في المعركة، ودفعنا ثمنا في بقية المحافظات لا يقل عن ما قدمه الإصلاح في الجوف".


وذكر أن "الإصلاح لا يحمل رسالة سياسية فقط بل يحمل رسالة ثقافية وفكرية، فجوهر رسالته الثقافية كانت في المواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة وفي ترسيخ قيم الجمهورية، لكن اليوم عندما أصبنا بطاعون العصر الجديد، أي العنصرية الحوثية، وقيام هذه المليشيا بشكل رئيسي على موضوع العنصرية، فإن ذلك جعل الإصلاح يغير أولوياته الفكرية والثقافية، وأن يقوم بدور فاعل في محاربة هذه النزعة العنصرية، التي يراد أن يقال فيها إن اليمنيين اليوم مجرد رعايا، ولا يملكون حق الكرامة وحق الحرية ولا حق المواطنة، هم فقط رعايا لدى سلالة معينة".


وقال الجرادي خلال الندوة: "لقد رأينا هذا التجريف للحياة السياسية والحريات وحتى محاولات استبدال المجتمع بآخر، ومحاولات الفرز العنصري، وحرمان المواطن من جميع حقوقه كالراتب وكافة مقومات الحياة الأساسية، مما دفع الإصلاح لبذل المزيد من الجهود في المجال الثقافي والفكري لتوصيل رسالته لليمنيين".


وتابع: "نحن كنا نقرأ عن جهود الثوار من 48 إلى 55 إلى 62، وكيف كان الشعب يعيش الجهل والفقر والمرض، لكننا اليوم نرى هذه الممارسات بأشد وأنكأ، وهذه الممارسات التي تقوم بها المليشيا الحوثية في المحافظات التي تسيطر عليها تستدعى منا كأحزاب سياسية أن نتجاوز الماضي والخلافات، ونردم الشقوق بين صفوف الأحزاب المنتمية للجمهورية والمؤمنة بالجمهورية".


وشدد الجرادي على ضرورة وحدة الصف الجمهوري قائلا: "علينا أن نتجاوز الخلافات التي سادت في زمن السلم باتجاه تكوين حلف حقيقي كبير لكل القوى المناهضة لهذا المشروع الإمامي الكهنوتي، وهذه الخطوات قد تم الاتفاق عليها في ميثاق أساسي وفي برنامج سياسي، وقد أُعلِن عنها قبل أسبوعين، وسيتم تتويج ذلك بإعلان كبير وموسع للأحزاب في إطار مواجهة الإمامة".


ولفت إلى أن "هناك أيضا ما يمكن أن نطلق عليه بمشروع تدعيم مؤسسات الجمهورية، هذه المهمات هي في صلب أولويات الحياة السياسية".

وقال الجرادي: "نحن في الإصلاح نرى أنه من المهم استعادة وإعادة الاعتبار للحياة السياسية والعمل السياسي، لماذا؟ لأن العنف والانقلاب والرصاص بمنزلة بيئة خصبة لنمو القوى المسلحة خارج الأطر الرسمية والقانونية، وتمثل خطورة على مستقبل أي دولة، ولذلك من المهم أن نعي جميعا في اللحظة الراهنة أهمية العمل السياسي لأنه الممر الآمن والأمثل للمشاركة في الحياة السياسية".


وأشار إلى أن "الحياة السياسية والحزبية في اليمن هي ركيزة وضمانة للاستقرار السياسي، ومن دونها سيكون هناك صراع وقوى مسلحة، ومن المهم أن نقول إن لدينا تجربة سياسية نعتز بها وهي تجربة لإدارة شأننا اليمني، بعد تجارب مريرة من الحكم الإمامي ثم ثمن التخلص منه والثمن الباهظ الذي دفعناه للوصول إلى صبيحة ثورة 26 سبتمبر 1962".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص