قهوة_سياسية سؤال_الدول … النضال_الأكبر

توفيق الحميدي
توفيق الحميدي
2022/10/04 الساعة 04:49 مساءً


- أخذت الدولة  كفكرة ووجود ، حيز كبير من تفكيري ، ما دفعني لقراءات عشرات الكتب ، وشراء  أكثر من ثمانين كتاب في هذا الإطار ، حيرني سؤال الدولة ، وسؤال الفشل  الذي لازمنا كيمنيين في إيجاد دولة في مفهومها  المؤسساتي والثقافي ، ووصلت إلى قناعة أن النضال لأجل الدولة هو الجهاد الأكبر ، بالمفهوم السياسي والفكري والأخلاقي
- الدولة التي تحمي الحقوق وتشكل سياج حماية للمواطنيين ، وتحتكر القوة والتشريع والعقاب ، هي اله الارض ، الذي يجب أن يقدس ويحترم ، ويحرم التمرد عليه ، لها السيادة الوحيدة والكاملة التي تستمدها من سيادة الإنسان وحريته وكرامته ، فهو الأصل الذي أوجد الدولة وهو الوحيد القادر على محاسبتها ، وتغير نمط شكلها وقانونها .
- الآله هنا بمعني المصدر الأول في ضبط إيقاع الحياة ، وهو إيقاع يجب أن يتناغم مع متطلبات الكرامة الإنسانية واحتياجات الإنسان الأساسية والترفيهية ، من خلال المؤسسات والتشريعات التي تمنح التوازن الدقيق بين الطرفين بحيث لا إفراط ولا تفريط بين الطرفين ، فتغول الدولة يخلق الإستبداد ، وتغول الفرد يخلق الفوضى ، فالدولة حالة توازن ، وايقاع حياتي لادارة الحياة كما هي ، وترتيب اولوياتها واهتماماتها  .
- بين الفرد والدولة تأتي مؤسسات المجتمع المدني ، فهي تملأ الفراغ بين الدولة والفرد ، وتستمد قوتها من المجتمع والدولة معا ، فهي التزام اجتماعي واعي ، يقوم بها افراد المجتمع نحو المجتمع ، ليسدوا الثغرات ، ويقوا جوانب الضعف ، تعليميا وصحيا واجتماعيا ورياضيا وحقوقيا ، مجتمع  موازي ومستقل  وقوي ، وتشكل حلقة وصل بين الحاجة والاشباع ، بين الدولة والمجتمع ، عندما يعجز المجمتع الوصول الى حقوقة يساهم المجمتع في تحقيق جزء منه ، وهذا لا يعفي الدولة من وظائفها الاجتماعية والصحية ، لكنها تقاليد اجتماعية تحقق الشعور التضامني بين افراد المجتمع ، وهو شعور تاريخي عابر للحدود والالوان والاديان
- بين الفرد الأصل والدولة بمعناها القانوني والواقعي ، الفضاء العام الذي يجب  الا تقربه   الدولة ، لأن فارق الإمكانيات يمكنها من السيطرة عليها ، وتوجيه رأي الناس حسب رغبتها ، وهذا يشكل اختلال مخيف لصالح الدولة ، ولذا يجب أن يبقي حراً للنقاش الحر ، يعبر المجتمع والناس عن رأيهم  في الساسة العامة والقضايا الإجتماعية والسياسية دون الشعور بالرقابة أو السيطره، فضاء يشعر الناس أنهم شركاء في توجيه دفة حياتهم ، ولهم الحق في وضع أولوياتهم للنقاش كما يشعرون ، فتأتي الصحافة والإعلام والمنتديات معبره عن  المواطنيين في مقابل الدولة ، وتتحول الى قوة موازية ، وسلطة ناعمة تنتصر للفرد ، وتردع الانحراف للاجهزة الحكومية ، وتمنع اي تغول خفي  او فساد ، وتضعه بين يدي الناس ليقولوا كلمتهم .
- الدولة الحرة ، ذات السيادة ، هي نتاج مجتمع حر وانسان ذات سيادة ، ديناميكية السلطة انعكاس لديناميكية المجتمع الشخص والجماعة ، يخطأون كثيرا من ينفقون الأموال لاحتكار الإعلام وشراء الذمم ووسائل الإلهاء لتدجين المجتمع ، وقطرنته ، وتنميطه ، وتتأسس هذه المعاني على فكرة وطنية جامعه ، تعززها المؤسسات الوطنية الجماعية والثقافية والتعليمية ، ومراكز البحث والدراسات والجامعات المداميك الإقتصادية ، شعور الفرد إنه محور  الإهتمام  سنعكس ايجابيا على قوة الدولة  ، ونموها السياسي والاقتصادي ، ونضجها الخارجي .
-  المؤسسات العامة تعطب  ، وتتحول إلى ممسحه لصورة الحاكم ، ومكينة كبيرة لانتاج الاستبداد والفساد ، ورجال المستبدل التافهين القساة ، متى غيّب الفرد لصالح المستبد ،  فتختل المعادلة ، وتتحول المؤسسات والوزارات إلى عبء إجتماعي ، تعمق الفساد ، تحيد  عن دورها الوظيفي ، وتتحول إلى نافذه للتمجيد ، هذا الشح السياسي ، يلتهم الإمكانيات دون قدرة على العطاء و الاغداق ، فتشعر بضنك الراتب ، والإبداع ، الخدمات ، والولاء العام ،    وهذا الاختلال ليس طارئ ، يبدء بتضيق المجال العام الذي يشكل قوة المجتمع ، وانسحاب الأحزاب السياسية و المؤسسات المدنية من الحياة السياسية ، وهو إنسحاب سلبي بمعنى إنسحاب الدور  لأجل المصالح الضيقة ، وبقاء هياكلها المهترئة، دون قدره على صناعة التوازن ، ويبدء يتسرب الاختلال العام إلى مؤسساتها ، تتكلس وتتشبع بالاستبداد الداخلي ، والعجز عن الإبداع وتقديم الحلول
- النضال السياسي الواعي ، وكسر الاحتكار للفضاء العام ، يساهم في تشكل حالة الدولة السياسية ، ويفتح الباب لأسئلة متعددة ، سؤال الدولة ؟ والهوية ؟ النجاح والفشل ؟ مراقبة التغيرات ، وطرح النماذج ، حتى نصل إلى تشكيل نموذح الدولة الخاص ، الكثير يخطأ عندما يظن أن هناك تشابه بين الدول ، والحقيقة وجود تشابه في القوالب الحاكمة ، لكن لكل دولة فلسفتها ، ونمطها الذي يمنحها التماسك ، والمرجعية ،  والاحترام .
- الوصول إلى حالة الدولة النموذج " الفورمة" أي دولة قوالبها متفق عليها ، مكتملة ، محميه بثقافة مجتمعية وحزبية عميقة ، بحاجة إلى مجاهدة واعية ، منفتحه على كل الأطروحات ، والمقصود هنا بالدولة " الفورمة" القواعد السياسية الحاكمة التي اتفق عليها المجتمع ، بعد نقاش مجتمعي حر وتطور تاريخي مستمر ، فيصبح دور الديمقراطية بمعناها الانتخابي إيصال الحزب الذي سيملأ الفورمة ببرنامجه السياسي بقلمه الرصاص ، دون المساس بالقواعد العامة ، حتى يحين موعد الدورة القادمة ليأتي حزب آخر يمسح ما كتب بالقلم الرصاص ، ويكتب برنامجة الجديد .
- نحن اليوم في مرحلة نضال يجب أن يكون سؤال الدولة حاضر ، بقوة يسبقه سؤال الفشل ، نحن بحاجة لحالة إبداع سياسي جديده ، بعد اختطاف الدولة وتفككه ، لم يعد لدينا سوى حالة شاذه ، عير منسجمه ، لا تعبر عن السيادة الشعبية ، ولا يمكن أن تكون حره ، ومعبره عن أحلام المجتمع.