وكالة رويترز : السعودية تدرس بجدية وقف إطلاق النار باليمن وهناك صفقة قريبة مع الحوثيين
كشفت وكالة "رويترز" – النسخة الإنجليزية – أن المملكة العربية السعودية تدرس اقتراحا من جانب الحوثيين الموالين لإيران حول شكل ممكن من أشكال وقف إطلاق النار، والذي من شأنه، إذا ما تم الاتفاق عليه، أن يعزز جهود الأمم المتحدة لإنهاء حرب مدمرة.
وعرض الحوثيون قبل أسبوعين التوقف عن توجيه الهجمات بالصواريخ وطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية إذا فعل التحالف المدعوم من الغرب بقيادة الرياض الشيء نفسه، وذلك كخطوة نحو ما وصفه زعيم الحوثيين بـ "المصالحة الوطنية الشاملة".
ولم يكن هناك قبول سعودي فوري أو رفض للعرض الحوثي. لكن الرياض رحبت هذا الأسبوع بهذه الخطوة، وأخبرت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران آخران على دراية بالأمر "رويترز" بأن المملكة تدرس بجدية شكلاً من أشكال وقف إطلاق النار لمحاولة وقف تصعيد الصراع.
ويضغط الحلفاء الغرب للسعوديين، بمن فيهم أولئك الذين يقدمون الأسلحة والدعم الاستخباراتي للتحالف، من أجل إنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف.
وقال اثنان من المصادر إن الغارات الجوية السعودية على الأراضي الحوثية قد انخفضت بشكل كبير، وأن هناك أسبابًا للتفاؤل بشأن ظهور نوع من "الصفقات" قريبًا.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، على موقع تويتر إن المملكة تنظر لعرض الهدنة الحوثي "بشكل إيجابي".
وكانت الرياض تعهدت بمواصلة مواجهة الحوثيين، لكن بعد شهرين من خسارة الامارات، شريكهم الأساسي، تبدو الرياض الآن أكثر انفتاحًا على خيارات أخرى غير القتال.
وقال مسؤول إقليمي على دراية بالأمر إن السعوديين يدرسون عرض الحوثيين، الذي سيستخدمه الدبلوماسيون الغربيون لإقناع الرياض بتغيير مسارها في حرب اليمن.
وقال المصدر "يبدو أنهم منفتحون جدا عليه".
وقال مصدر عسكري رفيع في اليمن من الجانب الحوثي إن السعوديين "فتحوا اتصالات" مع رئيس المكتب السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، عبر طرف ثالث، لكن لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
وقال المصدر إن هذا العرض تضمن وقف جزئي لإطلاق النار في مناطق معينة. وقال مصدران دبلوماسيان والمصدر المطلع على المسألة ايضا ان وقف إطلاق النار الجزئي مطروح على الطاولة.
لكن مسؤولين من الحوثيين قالوا إن الاتفاق الجزئي غير مقبول.
وقال دبلوماسي أوروبي: "يريد بن سلمان الخروج من اليمن، لذا علينا إيجاد طريقة له للخروج مع حفظ ماء الوجه".
وقال دبلوماسي آخر إن موافقة المملكة العربية السعودية على وقف الضربات الجوية ستعني فعليًا انتهاء الحرب لأن المملكة العربية السعودية لا تملك قدرات برية واسعة.
وهناك أيضًا مؤشرات على أن المجتمع الدولي مجمع على تشجيع الرياض على التواصل مع الحوثيين.
وتمثل الدافع السعودي الأساسي وراء حرب اليمن في تجنب وجود قوة معادية تدعمها إيران على حدودها مثل حزب الله المدجج بالسلاح في لبنانK أو الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق. وقالت الرياض مرتين هذا الأسبوع إنها تريد أن ينأى الحوثيون بأنفسهم عن إيران.
"إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيا الحوثي ، فسيكون الحل السياسي أسهل بكثير"، هذا ما قاله بن سلمان لـقناة CBS الامريكية.
وقال المسؤول الإقليمي المطلع على الأمر: "السعوديون منفتحون جدًا على (عرض الحوثي) لأنهم على استعداد لاستخدامه ليقولوا إن إيران هي المشكلة وليس الحوثيين".