اسلحة ومخدرات الى اليمن وبلدان اخرى.. خطة أميركية للحصول على معلومات عن عمليات التهريب الإيراني
صعدت إيران والميليشيات التابعة لها، عمليات التهريب منذ سنوات، مستهدفة بلدان العالم العربي، ما تسبب بالكثير من الضرر.
وأضرّت المخدرات بالعديد من مواطني تلك الدول، فيما حصل المهربون ومن وراءهم، على مليارات الدولارات.
كما تمكنت إيران من إيصال أسلحة إلى ميليشياتها في المنطقة، بمن فيها الحوثيون في اليمن.
في المقابل، صعّد الأسطول الخامس الأميركي والقوة المشتركة من دورياته خلال العام 2021 والنصف الأول من العام الحالي 2022، ووجد أن تلك المساعي تؤتي ثمارها.
فقد تمكنت تلك القوات من وقف عدة شحنات أسلحة ومنعت وصول كميات كبيرة من المخدرات إلى شواطئ اليمن.
ضغوط أكثر
مع هذا النجاح قررت قيادة الأسطول الخامس متابعة الضغوط وتضييق الخناق على المهربين وحماية البلدان العربية خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي.
فقد أكدت مصادر "العربية" و"الحدث" أن واشنطن تبقي الباب مفتوحاً أمام المزيد من الدول لتنضم إلى عملياتها البحرية في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى قبالة سواحل اليمن وعمان وإلى بحر العرب ومضيق هرمز ولديها الآن 34 دولة مشاركة.
بالإضافة إلى الحشد البحري للقوات الأميركية والحليفة، تسعى الآن قيادة الأسطول الخامس إلى الاتصال مباشرة مع "الأفراد" ممن يملكون معلومات عن شحنات المخدرات والأسلحة.
وتستعد إلى الإعلان غداً الثلاثاء (في الخامس من يوليو)، عن رقم هاتف، وصفحة على الإنترنت، ليتمكّن أي شخص من إيصال معلومات إلى الأميركيين والقوة المشتركة عن تلك الشحنات المريبة.
ضرب الشبكات
ويستهدف الأميركيون من خلال هذا الإجراء أشخاصاً يعملون في إيران، أو مع الميليشيات الموالية لها، ويعرفون ما يكفي عن أعداد الشحنات المهربة أو نقلها إلى مرفأ قبل شحنها.
كما يستهدفون البحارة وعائلاتهم. فشبكات التهريب تعتمد على عناصر موالية، وعلى بحارة فقراء أو منتمين إلى عصابات التهريب، وسيكون بإمكان هؤلاء البحارة أو العاملين في المرافئ أو من يعيشون على شواطئ معروفة بتحميل المخدرات والأسلحة، الاتصال من خلال الهاتف أو بوابة إنترنت، والإدلاء بالمعلومات عن شحنات التهريب عندما تخرج من المرفأ، وربما يكشفون أيضاً عن خط إبحارها ومرفأ رسوها.
مشغلون بـ 3 لغات
وفي هذا السياق، كشف القائد البحري والمتحدث باسم الأسطول الخامس تيموثي هوكينز لـ"العربية" و"الحدث" أن خط الهاتف المفتوح سيشغله متحدثون بثلاث لغات وهي الفارسية والإنجليزية والعربية، فيما ستكون البوابة الإلكترونية بخمس لغات وهي الفارسية والإنجليزية والداري والبشتون والعربية.
ربما يكون من الضروري الإشارة إلى أن القاسم المشترك في هذا التوزيع اللغوي هو "الفارسية" لأنها لغة منظمي عمليات التهريب، وفي أغلب الأحيان مرفأ الإبحار، أما اللغة "العربية" فلأنها لغة مرافئ الرسو وسوق الشحنات من مخدرات وأسلحة، والإنجليزية هي لغة الأسطول الخامس.
مخدرات وأسلحة أفغانستان
أما إضافة اللغتين الأخريين "الداري" والبشتون" فيعود إلى أن الكثير من المخدرات يتمّ إنتاجها في أفغانستان، ويتمّ نقلها عن طريق إيران إلى شواطئها، ومنها باتجاه سواحل اليمن، ولن يكون من المستغرب أن بعض الأسلحة التي تركتها الحكومة الأفغانية وراءها، ستكون مصدراً آخر ينظمّه الإيرانيون من جهة لخرق الصفوف الأفغانية، ومن جهة ثانية توفير أسلحة إلى الحوثيين وغيرهم بأسعار منخفضة وبنوعية جيدة.
اعتراض الشحنات
إلى ذلك، أكد هوكينز لـ"العربية" أن التركيز "هو على تحسين ظروف الأمن البحري والاستقرار في المنطقة".
وأوضح أن تقديم الجوائز لمن يبلغون عن عمليات التهريب "يساعد على توفير حماية أفضل للبحار وضمان حرية التجارة في المياه الإقليمية".
أما ما يأمله الأميركيون في النهاية فهو إحباط أكبر عدد من عمليات التهريب بطريقة أكثر فاعلية.
فعند تلقي المعلومات عن إبحار قارب أو سفينة محملة بالمخدرات أو الأسلحة، سيتم تحريك القطع البحرية الأميركية أو تلك العائدة لأي دول عضو في القوة المشتركة لاعتراضها.
ومن الناحية التقنية سيحتاج الأميركيون للقيام بذلك إلى عدد أقل من المراقبة والرصد وسيكتفون بسفن أقل للقيام بالتعقب والاعتراض.