أهم الأخبار
الرئيسية - تقارير - مركز العاصمة الإعلامي يرصد أساليب "الحوثيين" في تنفيذ "المراكز" الصيفية الطائفية في صنعاء

مركز العاصمة الإعلامي يرصد أساليب "الحوثيين" في تنفيذ "المراكز" الصيفية الطائفية في صنعاء

الساعة 09:20 مساءً (المهرة اونلاين_متابعات خاصة)

على الرغم من أن المراكز الصيفية الحوثي هذا العام، شهدت إقبالاً ضعيفاً، إلا أن مليشيا الحوثي الإرهابية سعت إلى إنجاحها، وإبراز أهميتها أكثر، من خلال التسويق الإعلامي والإعلاني والذي تزامن مع تلك المراكز منذ تدشينها حتى بدء فعاليات الختام.
 
وقال موقع العاصمة اونلاين أن المركز رصد تلك المراكز الطائفية في العاصمة صنعاء، وكيف بدت في ظل حرص الحوثيين على إنجاحها؟ وما وسائل "الدعاية" التي استخدمتها خلال تنفيذ تلك المراكز، في صنعاء، والتي لا شك ركزت المليشيا فيها جلّ جهدها، من خلال الأنشطة المتنوعة التي كانت بعضها ترفيهية، بينما البعض الآخر هي أقرب من العسكرية والجندية، في استمرار من المليشيا لفرض أجندتها واستقطاب الأطفال إلى مشروعها التدميري.
 
ولا يخفى أن المليشيا في استهدافها صنعاء، لأسباب عدة منها الكثافة السكنية، ولأهمية المدينة كمركز استراتيجي للجماعة بعد صعدة، فالمدينة المترامية الأطراف تضم في مديرياتها التسع أربعة ملايين يمني، وفيها أكثر من ١٥٠٠ مسجد، ونحو٨٠٠ مدرسة حكومية وخاصة.
 
لذا سارعت الجماعة منذ بدء تدشين المراكز في أبريل الماضي، بالإعلان عن مشاركة الآلاف من الأطفال في تلك المراكز داخل صنعاء.
 
وقالت "ابتسام المحطوري" رئيسة اللجنة الفرعية للبنات بالأمانة، وهي لجنة خاصة بالمراكز الصيفية، قالت إن عدد المدارس الصيفية الخاصة بالبنات في الأمانة بلغ هذا العام أكثر 500 مدرسة نموذجية ومفتوحة.
 
وأشار إلى أن الأرقام التي أطلقتها وتطلقها الجماعة هي أرقام استعراضية أمام كاميرا الإعلام لكن الواقع مختلف تماماً،" في مديرية الصافية، فبينما يقول مسؤول المراكز في المديرية "ملاطف المطري" إن عددَ المراكز الصيفية في مديرية الصافية (24) مركزاً صيفياً، وبلغ عدد المسجلين في تلك المراكز 1000 من الذكور، و1400 من الإناث.

والحقيقة بحسب مصدر تحدث لـ "العاصمة أونلاين" أن عدد المشاركين الفعليين أقل من 800 من الذكور والإناث، موضحاً ان هناك فرقاً بين من سجل ومن يحضر ويستمر.
 
وأشار المصدر إلى إن الإناث الأكثر تفاعلاً، مؤكداً أن "الجماعة تواجه رفضاً مجتمعياً واسعاً في أمانة العاصمة، ومقاومة مجتمعية عصية على تغيير هويتها، وذلك يعود لحجم وعي الأسر والأهالي، كما أن الاحتكاك المباشر للسكان بعناصر الجماعة مكنهم من التعرف عليهم بعيداً عن الدعاية والإعلام.
 
استقطاب المشاركين


عهدت مليشيا الحوثي إلى اللجنة العليا للدورات والأنشطة الصيفية من أجل استقطاب المشاركين من الأطفال أو المراكز التي استهدفت من خلالها المليشيا النساء، علماً أن من يرأس هذه اللجنة هو القيادي الحوثي "محمد المؤيدي" المعين وزيراً للشباب في الحكومة الحوثية غير المعترف بها والذي بدوره أنشأ لجاناً خاصة في كل مديرية ومركز لاستقبال الأطفال.
 
هذا وكل لجنة من تلك اللجان توثق بيانات الطلاب وتحدد مستواهم، ثم الرفع بهم إلى شؤون الطلاب، ليتم إدخَالهم ضمن المستويات الخمسة المعتمدة من قبل اللجنة العليا (مستوى أول وثانٍ متوسط ومستوى أول وثانٍ عالٍ ومستوىً ثانٍ أَسَاسي).
 
وقالت مصادر مطلعة إن المليشيا نظمت المراكز الصيفية هذا العام، وفق قسمين، الأول ما أسمته بـ"قسم المدارس المفتوحة" وخلاله يتم استقبال الأطفال من المرحلة الابتدائية، وحتى الأَسَاسية وهذه الفئة هي الأكثر تفاعلاً بالحضور، والأقل فاعلية بالنسبة لأنشطة ومنهج المراكز.
 
وأضافت أن القسم الآخر هو "المدارس المغلقة" وهذه المدارس خصصتها المليشيا لاستقبال طلاب الثانوية، لافتة إلى أن المليشيا خصصت هذه المدارس، لأبناء عناصر الجماعة الذين ينحدرون من صعدة، ومدارس أخرى لمن هم ينحدرون من صنعاء.
 
ورغم إعلان ما يسمى لجنة القبول عدم قبول أي مشارك تحت سن الـ15 العام إلا إن ترحيب الجماعة، كان بكل من "أتى" إلى تلك المراكز، وإن بالغلط بحسب شهادة أحد سكان حي شارع هايل بمديرية معين.
 
الدعاية ووسائل الجذب


ركزت مليشيا الحوثي من الدعاية للمراكز الصيفية عبر كل الوسائل، كونها وضعت في حسبانها باكراً مقاطعة المواطنين لها، ولكي تتفادى المقاطعة وحجم التجاهل الذي واجهته صيف العام ٢٠٢٣، ركزت جهودها الإعلامية في الدعاية هذا العام، لجذب الأطفال إلى تلك المراكز.
 
ولهذا الخصوص، تولى ضيف الله الشامي وزير إعلام الجماعة في حكومتها غير المعترف بها، الإشراف على البرامج الإعلامية والدعائية الخاصة بالمراكز بتكليف مباشر من المشاط.
 
وأوضحت مصادر خاصة لـ "العاصمة أونلاين" أن دعاية الشامي، كانت أولاً قبل تدشين المراكز أي قبل انتهاء الاختبارات الرسمية في المدارس.
 
وبعد أن دشنت المليشيا مرحلة التدشين والتسجيل تقلص الحضور الإعلامي تدريجيا ليقتصر الأمر على التغطيات الخبرية على الزيارات والأنشطة.
 
وأشارت المصادر أن إعلام الشامي للترويج للمراكز نفذ برامج تلفزيوني، مشيرة إلى أن تلك البرامج تنوعت بين الفلاشات، والتقارير، والتصريحات، والأخبار، وارغام المشاهير على المشاركة في ذلك.
 
هذا وتمتلك المليشيا، 6 قنوات تلفزيونية، و12 إذاعة وعشرات المواقع والصحف، خصصتها للتسويق والترويج للمراكز، بالإضافة إلى أنها نفذت عدداً من الحملات الإلكترونية.
 
ولجذب الأطفال، عددت المليشيا من الأنشطة في المراكز على عكس السنوات الماضية، مثل السباحة، وكرة القدم، والمشي في الشوارع.
 
كما أدخلت عملية تدريس اللغة الانجليزية، والكمبيوتر، وقد ساعدها هذا الإعلان على تلافي الحرج وكسر التجاهل الذي ساد خلال الأسابيع الأولى لتدشين المراكز الصيفية.
 
استغلال "المساجد"

 


بالتزامن مع ذلك، نفذت إدارة المراكز الصيفية للحوثيين خطة دعائية أخرى عبر الوسائل التقليدية مثل خطبة الجمعة والخواطر بعد كل صلاة، ومكبرات الصوت في السيارات، واستمر تنفيذ ذلك لنحو ٤٠ يوماً.
 
الحملة الواسعة والتي كلفت الجماعة الملايين من الريالات، كان تأثيرها القوي على الأسر والأهالي التابعين والموالين للجماعة وهي الفئة الأكثر تفاعلاً، ثم تليها فئة الأطفال، الذين تفاعلوا مع الأنشطة ثم يغادرون وهؤلاء يدفعهم أهاليهم فقط اتقاء للاصطدام مع عناصر الجماعة، ثم الفئات التي تجد حاجتها من تغذية، وسلال غذائية وغيرها ثم تغادر.
 
هذا وتتجاوز عدد المساجد في العاصمة صنعاء، 1500 مسجد، وفيها لم تكتف المليشيا بالترغيب بل لجأت إلى تهديد الأهالي وأولياء الأمور من خلال المساجد.
 
كما رصد المركز تهديديات من مشرفين وخطباء حوثيين، في محاضرات ألقوها في عدد من المساجد بالتزامن مع المراكز، أشاروا فيها إلى عدم قبول الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة خلال العام القادم إلا بشهادة حضور ومشاركة في المراكز الصيفية.
 
وعقب انتهاء اختبارات الشهادة الأساسية، دعت مليشيا الحوثي الطلاب والطالبات في آخر يوم للاختبارات، إلى الحضور والمشاركة في المراكز الصيفية، ولوحت بعدم تسليم أي شهادة إلا للحاضرين والمشاركين في مراكزها الطائفية.
 
"الزينبيات"


ومن الأساليب التي رصدها نشر المليشيا لما يعرف بـ "الزينبيات" أي النساء الحوثيات، واللاتي انتشرن لجذب العائلات إلى المراكز الصيفية ترغيباً من خلال التغذية.
 
ففي مركز "السقاف" بمديرية شعوب، تقدم وجبات للأمهات واللاتي لهن أطفال في المركز، حيث تحصل الأم الواحدة على وجبة غداء مكونة من أرز، وجزء من الدجاج، بينما يحصل الطفل على وجبة صبوح.
 
وقالت المصادر إن تقديم الوجبات استغلال لحالة الفقر التي تمر بها غالب الأسر في صنعاء، مشيرة أن الوجبات تعطي دافعاً أكبر للمشاركة في مراكز الحوثي.
 
كما لجأت عناصر الحوثي إلى إرغام السكان على المشاركة بالقوة وهو ما حصل مع منتسبي وزارة الداخلية حيث أرغمت الجميع على دفع أبنائهم للمشاركة في مراكز صيفية مغلقة (يدخل الطفل صباح السبت ويعود إلى اهله عصر الخميس ثم يعود السبت وهكذا).
 
ماذا يحدث في مراكز الحوثي؟
 
أكثر من 35 مركزاً صيفياً حوثياً، اطلع على أنشطتها "العاصمة أونلاين" والتي تنتشر على مديريات العاصمة التسع، والتي تؤكد أن المليشيا الحوثية لا ترى في المراكز الصيفية سوى أنها وسيلة مهمة لها، في إطار استراتيجيتها لتغيير الهوية اليمنية، واستهداف عقول النشء والشباب في المحافظات اليمنية.
 
في هذا السياق حرصت الجماعة على تصدير (الأنشطة الرياضية، والرحلات، والخروج الميداني، وحفظ القران، وتعلم الإنجليزي، والكمبيوتر) في الواجهة لجذب الطلاب وترغيب أولياء الأمور، لكن في الواقع يجبر الأطفال على قراءة ملازم الحوثي، والاستماع لخطابات عبدالملك، في محاولة لتأطير المجتمع وقف منهج طائفي عقدي ليس له أي استجابة.
 
ورصد "العاصمة أونلاين" أن 90 % من المشاركين في تلك المراكز تتراوح أعمارهم من (6-8) سنوات، أغلبهم من الفتيات.
 
كما أن من أبرز دوافع المشاركة هو التوافق الايدلوجي، أي أن الكثير هم من أبناء الحوثيين والموالين لهم، والسبب الآخر هو اتقاء الاصطدام بعناصر الجماعة، أو الحصول على عوائد مادية او غذائية (سلام غذائية أو وجبات).
 
في المراكز الصيفية، حرصت الجماعة كذلك على رفع صور المرشد الإيراني ومن الأنشطة التي تم رصدها، نشاط جماعي للأطفال في مخيم "عصر" بمناسبة يوم الصرخة وعلقت الصور في عدد من الخيام.
 
وكذلك مـركز صيفي يطلق عليه " بيت السقاف"، في مديرية شعوب وهو مركز يستهدف النساء، كما يشهد طوال العام إقامة الدروس الحوثية والحسينيات، وتقبل عليه النساء نتيجة حصولهن على وجبة غذائية (رز، دجاج)، ويقبل الأطفال من سن (٦-٨) خلال الاجازة الصيفية على المركز نفسه نتيجة حصولهم على وجبة صبوح.
 
كما أن المليشيا حرصت على أن أي مركز لا يشهد إقبالاً تسارع في إضافة الأنشطة إليه مثل مركز "الرقاص" في مديرية معين، والذي كان الإقبال عليه قليلاً، فسارعت الإدارة الخاصة إلى تفعيله من خلال الإعلان عن أنشطة ترفيهية ورحلات خارجية، فبدأ الإقبال عليه من صغار السكن لكن سرعان ما تعطل المركز.
 
أما مركز "نور الامل" في شارع الرباط وهو في الأساس مركز محو الأمية، وفيه حلقات قرآن صباح ومساء، حولته مليشيا الحوثي إلى مركز صيفي تابع للجماعة لإلقاء محاضراتهم، كما تجبر النساء على الاستماع لتلك المحاضرات والتي منها لزعيم الجماعة "عبدالملك الحوثي".
 
حالات مرضية
في منتصف شهر مايو الفائت أصيبت مليشيا الحوثي الإرهابية بالذعر إثر إصابة 150 طفلا بتشنجات واختناقات، عقب دخولهم مسبحاً في مديرية الثورة بأمانة العاصمة صنعاء خلال رحلة ترفيهية جمعت خلالها أربعة من المراكز.
 
مصدر حينها ذكر لـ "العاصمة أونلاين" أن مستشفى السبعين استقبل من حالات الأطفال المصابة ما يقارب من ٣٠ طفلاً كانت إصابتهم ما بين الاختناقات والتشنجات، بينما استقبل مستشفى العلوم والتكنولوجيا أكثر من ٢٥حالة، وتوزعت باقي الحالات على مشافي أخرى في المدينة.
 
أسماء المراكز "طائفية"
في مديرية الوحدة تم رصد 10 مراكز صيفية، خاصة بالذكور تحتضن ما يقارب (1000) طالب، منها "مركز الرسول الأعظم، والإمام علي، الحسين والحسن، زيد بن علي، والشهيد زيد علي مصلح، والشهيد الصماد"، إضافة إلى مراكز خَاصَّة بالإناث، كمركز أم البنين، والبروج، والعدل، والفاتح، والجلاء، والسنباني، وروافد العلم وغيرها من المراكز الصيفية.
 
كما تم رصد الأسماء الطائفية في بقية المديريات ففي مديرية بني الحارث، بني الحارث هناك على سبيل المثال، مراكز "الفرقان، مركز الرسول، مركز الأنصار" أما في مديرية "شعوب" فهناك مراكز "الحمزة، مدرسة المحضار، مدرسة، بيت السقاف، وفي مديرية "معين" وجدت مراكز بأسماء طائفية كمركز الحسين.
 
مراكز لم تخلو من "الانتهاكات"
 
في هذا الاتجاه رصد "العاصمة أونلاين" عدداً من الانتهاكات التي تعرض لها المشاركون، من طلاب وطالبات كما طالت أولياء الأمور والمعلمين وغيرها، ومنها:
 

إكراه طلاب المدارس الحكومية على المشاركة في المراكز وجعل ذلك شرط للقبول في التسجيل العام.
إكراه أولياء الأمور على الدفع بأبنائهم الى المراكز خشية الاعتقال.
 إصابة 150 طالباً بتشنجات وتسمم خلال رحلة ترفيهية بمنطقة النهضة.
تحويل عدد من المراكز الصيفية الى حسينيات لترويج الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني.
استخدام المقار الحكومية والمدارس كمراكز صيفية تخدم الفكر الحوثي.


تحويل 25 مركزاً لمحو الأمية الى مراكز صيفية للجماعة.


عمليات ابتزاز حوثية بواسطة المواد الغذائية (سلال غذائية) لأجل المشاركة في المراكز.
إجبار المعلمين على المشاركة في المراكز الصيفية رغم غياب المستحقات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص