واحد من خيارين

عوض ميطان
عوض ميطان
2022/10/31 الساعة 12:23 مساءً

غلّبنا التفاؤل أكثر من التشاؤم وان كنا أحياناً نصل الى درجة من التشاؤم والاحباط وينعدم عندنا أي أمل في تحسن اوضاع البلاد وأننا ذاهبون الى مزيد من الخراب وحقيقة نحن نتجه الى واحد من خيارين لاثالث لهما وهما :

1- إما الى المزيد من الخراب والتشرذم والصراعات الداخلية ولن ينتهي هذا الخراب في اليمن بل سيطال الجيران الذين إن لم يحسنوا التعامل مع اليمن ويستمروا في تغذية التناقضات كما نرى ذلك الآن سيصلهم قسمهم وسيحدث خراب شامل للعرب وعلى أثره ستسقط أنظمة مجاورة فلا يظن الطامعون في أرضنا من جيراننا بسياساتهم الهمجية وبرعونتهم أنهم سيكونون في مأمن .  هذا الخراب ان وقع لاسمح الله سوف يتجاوز اعمارنا ومن الصعوبة على جيلنا أن يدرك صلاحه واعادة بناؤه يحتاج الى وقت طويل.  

2- وإما أننا مقبلون على عكس الخيار الأول ومقبلون على نهضة ودولة قوية وعادلة اذا أحسن الجميع بذل الاسباب ،  هذه الدولة وهذه النهضة يسبقها وعي شامل يرسِّخ في نفوس الناس ثقافة وسلوك راقي وايجابي يلتزم به الناس قناعةً لا اجباراً وهذا مايحدث الآن ونلاحظه جميعاً وهو من الارهاصات الطيبة التي ترفع درجة التفاؤل لدينا وترجحه على التشاؤم  ...

لقد بدأت موجة قوية من الوعي وبرزت بشكل لافت في الآونة الاخيرة تتمثل في مطالبة الناس بحقوقهم العامة  ، حقوق الأرض  ،  حقوق الهوية والارتباط الوجداني بأرضهم ،  حقوق التاريخ  ،  حقوق الخصوصية  وحقوق العيش الكريم وهذا ظاهر في دعوات أهل الشرق اليمني (حضرموت + المهرة) ومثلها في الشمال الغربي (حديدة الزرانيق) ومثلها في شرق الشمال (مأرب) وستظهر دعوات أخرى وخصوصيات لتكتلات يجب احترامها كعدن وتعز ومالها من خصوصيات مدنية..  كل هذه الدعوات والمطالبات ايجابية تدل على انتشار حالة وعي حقوقي ينطلق من الجذور ومن أسس متينة وهذا الوعي سيفرض نفسه في نظم الدولة القادمة وسيسقط امامه جهل الجاهلين وأصحاب العقليات المتحجرة والمزيفة والطامعة في اعادة انتاج الماضي ودول القطيع التي تسيطر عليها فئات معينة  تسعى للاحتفاظ بمصالح ضيقة جداً وتغامر حتى لاتفقدها .

 باختصار فالدولة القادمة التي نتفاءل بالوصول إليها لن تكون مركزية..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص