1907 مؤتمر سري وتفتيت الوطن العربي
تعلمنا بأن العصي إذا تجمعت لا نستطيع تكسيرها إلا أحادا هذه سياسة الدول العظماء منذ عام 1907 مما شكل انعكاسة واضحة وملموسة في سياستها الخارجية لتبقى متربعة على عرش الإمبراطوريات و الأرقام المجيدة.
سيناريوهات وخطط واستراتيجيات عسكرية وأخرى مدنية ‘‘يستخدمها الأعداء والحلفاء
المتخاصمين والمتحابين على رقعة الشرق الأوسط وأفريقيا نتيجة لعام 1907
الذي اجتمع فيه سبع دول اوربية في مؤتمر كامبل بانرمان وهيا: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، اسبانيا، إيطاليا دعا له رئيس وزراء بريطانيا آنذاك "هنري كامبل بانرمن" وأقيم المؤتمر بشكل سري وقال لهم: بالفعل نحن في مرحلة انحدار وهو يسأل ممثلي السبع الدول، بيننا اختلافات كثيرة وبيننا تنافس خطير ولكن هل تريدون بالفعل البقاء في القمة او تريدون مواصلة السقوط فإذا بهم يقولون "نريد البقاء في القمة" ‘
ومن بعد تلك اللحظة المشؤومة وزعت خرائط الوطن العربي وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية أسموها "وثيقة كامبل " توصلوا إلى نتيجة مفادها: "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات".
والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: " ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان".
وأبرز ما جاء في توصيات المؤتمِرين في هذا المؤتمر:
إبقاء شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، وعلى هذا الأساس قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: دول الحضارة الغربية المسيحية (دول أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول هو دعم هذه الدول ماديا وتقنيا لتصل إلى مستوى تلك الدول
الفئة الثانية: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أمريكا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها
الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية المسيحية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديدا لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام) والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية
محاربة أي توجه وحدوي فيها:
ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهي دولة إسرائيل واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة. كما دعا إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف.