ثورة 14 أكتوبر المجيدة ذات المضمون الوحدوي
فجر أحرار الجنوب ثورة 14 أكتوبر 1963 في وجه الإستعمار والتجزئة ، وأقاموا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وظلت أهم غايات تلك الدولة الفتية،تحقيق وحدة الأرض اليمنية، وكانت الشعارات ، مثل : لنناضل من أجل الوحدةاليمنية ، والأناشيد والأهازيج مثل : يمنٌ ديمقراطي موحد ، نبنيه بالدم والأرواح، مما يميز تطلعات تلك الحقبة الوطنية الخصبة.
واعتبر التقدميون في عدن، أن الثورة في الشمال تعرضت لانتكاسات وتدخلات خارجية ومخاطر إلى درجة الإفشال ، أبرزها انقلاب نوفمبر 1967، واغتيال الرئيس الحمدي 1977 ، وقبلها حصار السبعين يوماً..وهناك من يرى أن ذلك الحصار الخطير ، الذي تزامن مع عشية تحقيق الإستقلال ، وإعلان الدولة في الجنوب، هو الذي نحى فكرة قيام دولة يمنية واحدة في ذلك الوقت..
لكن الهدف الكبير لم يتغير ، وفضلا عن المفاوضات والترتيبات ذات الطابع السلمي ، ومن ذلك إعداد دستور لليمن الواحد ، فقد جرت محاولات لتغيير الأوضاع في الشمال حتى بالقوة ، لصالح يمن واحد ، من خلال تبني ودعم الفصائل التقدمية في الشمال بإمكانات متنوعة ، أو حتى من خلال الإجتياح المباشر مثلما حدث في 1979.. ولولا تدخل بعض الدول ذات الثقل في الجامعة العربية حينذاك ، ودول غربية أبرزها الولايات المتحدة، لتمكن الحزب الإشتراكي اليمني من الإستيلاء على صنعاء بسهولة كبيرة ، حيث كان النظام في صنعاء حينها في أسوأ حالاته من حيث الوضع العسكري أو التأييد الشعبي، بعد مقتل الرئيس الحمدي صاحب الشعبية الكاسحة ، الذي اغتيل عشية زيارته إلى عدن لحضور إحتفالات ثورة 14 أكتوبر وإجراء ترتيبات لوحدة الشطرين..
ويأتي مقتل الغشمي ، في يونيو 1978، في سياق محاولات تحقيق الوحدة بالقوة كما يبدو ، وكان أبرز المتحمسين لذلك صالح مصلح قاسم وزير الداخلية ووزير الدفاع فيما بعد، وهو الذي جهز الرفيق تفاريش بشنطة المتفجرات التي أودت بحياة الغشمي..
وحدثني مؤخراً، أحد القادة السابقين الكبار، أن صالح مصلح وفريقاً معه كان يتبنى ترتيبات عسكرية من ضمنها تحريك لواء العمالقه من ذمار إلى صنعاء، وضرب قاعدة الديلمي بالطيران ، للإستيلاء على صنعاء مع مقتل الغشمي..
وفيما تحفظ عليها بعض المسؤولين في عدن ، أبرزهم محدثي، فإن سالم ربيع علي ، رئيس الدولة في ذلك الوقت وافق على خطة الإغتيال ، وفقا لمحدثي أيضا.. وفضلا عن التحفظ على أساليب القتل والإغتيالات، فمن الواضح أن خطة قلب الأوضاع في الشمال، بتلك التدابير،لم تكن محكمة.
وأدت تلك التطورات إلى مقتل سالمين يرحمه الله.. وتفاقمت الأوضاع بعد ذلك، حتى اندلاع الحرب بين الشطرين في فبراير 1979 كما أشرنا أعلاه.
وبعد الحرب يأتي السلام!
كل عام وأنتم بخير واليمن بخير .
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك