الإعلام وحقوق الانسان
الاعلام هو الضوء والانارة والاستنارة ، هو الوعي والنشاط والمثابرة ، وهو الجهد العميق والاثارة 0
الاعلام هو الذي ينبه ويحذر ويرشد ويقود مختلف الجهات الرسمية ، ويحشد التجمعات الشعبية نحو قضية معينة او حادثة ليجعل منها قضية رأي عام 00
الاعلام هو الذي يفضح ويعري ويشير الى اهل الفساد ومرتكبي الجرائم على مختلف المستويات لأن لديه القدرة على الكشف والمتابعة ، ويملك من الامكانات ما يساعده عاى الاسهام في الدفاع عن الحقوق والحريات 0
أصبح من الحقيقة بمكان القول : (الاعلام اخطر العلوم الاجتماعية والانسانية والاتصالية واكثرها قدرة على النمو والتطور السريع ، واكثرها بحثا في التفصيلات والجزئيات ، وبالتالي قدرته في الـتأثير على الاتجاهات المختلفة والمتنازعة ، وصناعة الرأي العام ، وتوجيه المسار الثقافي والاجتماعي ورصد المستجدات والمتغيرات في الاعراف والتقاليد والانماط السلوكية والاخلاقية 0)
صار من الواضح اليوم ان وسائل الاعلام والاتصال في كثير من المجتمعات الانسانية تتقدم في التأثير على الناس خصوصا الأطفال والشباب اكثر من الأسرة والمدرسة والجامعة بما تبثه في العقول والنفوس من آراء ومفاهيم وسلوكيات تسهم في صنع الشخصية وصبغها بصبغة معينة0
بما ان العملية الاعلامية هي نقل الافكار والمعلومات والمشاعر من (المرسل) الى (المتلقي) بهدف توصيل رسالة معينة ، لذلك يجب توجيهها في الاتجاه السليم 00 علما ان العملية الاعلامية ليست امرا جامدا او عملا ميكانيكيا ، بل هو نشاط عام مرتبط بالنظم الاجتماعية ومتأثر بالسياسات الثقافية والمشهد السياسي العام والخلفيات التي ينتمي اليها ، او التي تعبر عنها هذه الوسيلة الاعلامية او تلك 0
يمكننا الاشارة هنا بأن العملية الاعلامية لن تتم بنجاح دون التقيد بالنظم الاجتماعية والخلفيات والاعراف والسياسات التي تعبر عنها وتخدم اهدافها وتسهم في بلورة برامجها واشهار منجزاتها ضمن قوانين مرسومة سلفا تعرف بمصطلح ( السياسات الاعلامية ) 0
اليوم صارت لدينا عبارات جديدة تتردد بين الحين والآخر في الخطاب السياسي والاعلامي العربي مثل : السماوات المفتوحة – العالم قرية صغيرة 00الخ والمقصود هنا انه لم يعد هناك حدود تحول دون تجول الخبر والتحليل والابداع والفكر 00بل نجد المشاهد يجلس في غرفته داخل بيته ليتابع ما يجري في العالم كله بمجرد الضغط على زر التحكم (الروبوت كنترول) 00 لم تعد هناك قصيدة ممنوعة من التداول !! كنا في الماضي القريب لا نستطيع الحصول على قصيدة لأحد شعراء الغضب العربي مثل / أحمد مطر او مظفر النواب 00 الآن تدخل الانترنت وترى (مطر) امامك جسدا وروحا وهو
يقول:
( بالتمادي 00 يصبح
اللص بأوربا مديرا للنوادي
وامريكا ، رئيسا للعصابات
واوكار الفساد
وبأوطاني التي من شرعها
قطع الايادي
يصبح اللص 00
زعيما للبلاد )
لا وطن للاعلام الحقيقي سوى الحرية ، فلنناضل جميعا من اجلها لأن الله جل وعلا خلقنا لنكون احرارا ، وقالها الفاروق سيد الاحرار متى أستعبدتم الناس ؟ !