نطق الاشارات
هكذا هم منذ أن ولدتهم أمهاتهم .. يعيشون بلا لسان ناطق .. لغتهم الوحيدة هي الاشارات عبر تحريك كل ما يمكن أن يعبر عن كلام ، غالباً ما تؤشر الأصابع الى ما يكمن في أعماق النفس ، وحين تجالسهم ستجد نفسك أخرس مثلهم، فلا ينفعك لسانك حينها، وستجد عينيك تلاحق اشاراتهم التي لا تتوقف.
لغة الصم والبكم ليست مجرد اشارات وإنما احساس ومشاعر نبيلة يجب أن تتوافر في كل من يتعامل مع هذه الفئة التي تحيطها الأسرار ، ومشكلة الصم والبكم والتي تزداد عندما يجدون أنفسهم، في معزل عن المجتمع ويشعرون بالغربة ، فالهدف الأول للجمعيات التي ترعى الصم والبكم هو كيفية اندماج هؤلاء في المجتمع فالصم لديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم الفياضة التي يفهمها مترجمو الاشارات عن حياتهم ومشاكلهم وأسرارهم.
عالم الصم والبكم عالم يبدأ من الاشارات وينتهي بها، وهو عالم يستحق المزيد من الرعاية والاهتمام من قبل كل الجهات المعنية عسى ان تزاح عن اجوائه سحب الحزن والاحباط وملامح اليأس.
الفقرة التي أبكت الكثيرين خلال الحفل التوديعي والتكريمي الذي أقامته كلية التربية في المهرة جعلت الجميع يقف لهم في لفتة ولوحة إنسانية حساسة للغاية تنوعت بين الفرح والحزن.
الصم والبكم .. عالم بقدر ما هو غريب فهو قريب الى الروح والقلب.