هزل لا جد.. مع رماد الأمم المتحدة!
هزل لا جد.. مع رماد الأمم المتحدة!
بقلم: أحمد عبدالملك المقرمي
دعونا على طريقة عنترة في بيت شعري له، نهزل في هذه السطور، و ما لنا لا نهزل؟ حتى الأمم المتحدة تهزل! أما عنترة فقد قال :
و إذا ابتليت بظالم كن ظالما
و إذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل !
ليس من شيم هذه السطور الهزل، و لكن حين تجد هازلا فقد ترد عليه بمثل بضاعته.
تعز ليست بحاجة لزيارات من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، و لكن تحتاج إلى موقف يحترم قوانين الأمم المتحدة.
أما مجرد ذر الرماد فبإمكان هذا المكتب أن يقوم بذر الرماد من أي مكان آخر ، أو يحتفظ به لحاجة الأمم المتحدة المتزايد للرماد لذره على عيون الحقيقة في مختلف مناطق الدنيا..!!
سبع سنوات، و مبعوثو الأمم المتحدة في سبات، لا يذكرون تعز بخير، و لا يدفعون عنها شرا، أو يسطرون عنها تقريرا، أو - حتى - يلمّحون لها بإحاطة من إحاطاتهم الشهرية، و التي غدت أشبه بواجب منزلي لتلميذ كسول.
فجأة قررت كواليس المكر و الخداع أن تُهْدي جماعة إرهابية مكاسب ، تتملق بها المشروع الظلامي الإيراني من جهة، و تكافئ عصابة اتخذتها ساترا لأجنداتها من جهة أخرى.
هنا، احتاج هؤلاء و أولئك للأمم المتحدة- وهم يقدمون الهدايا للجماعة الإرهابية - كي تكون عنوانا يخفي مكرهم؛ و لكي تشاركهم بموفور الرماد الذي تذره على العيون حين الحاجة إليه؛ كقنبلة دخانية، فكان إقحام إسم تعز ، و ذكرها توسلا بها و بحصارها الذي قدموه كذبا كعمل موازٍ للهدايا المقدمة للجماعة الإرهابية..!!
و هكذا.. وُلِدت هدنة من رحم تلك الكواليس . و بعملية قيصرية لولادة تلك الهدنة فُتح مطار..، فتح ميناء ..، لُفّقت للعصابة جوازات ، منحوها سفنا من النفط .. أعلن القبض على سفينة أسلحة؛ كالعادة ، لكن .. أين أفرغت شحناتها؟ و هل الإعلان عن ذلك ذرا للرماد أم حقيقة !؟
ذر الرماد لم يستخدم باحتراف كالعادة ! فأصاب مستخدميه أكثر مما أصاب المستهدَفين؛ مثله مثل استخدام الحروب التي ظنوا أنهم قد ملكوا أزِمّتها فلا تثار إلا وفق مخططاتهم ، و البلدان التي يحددونها،حتى جاءت حرب روسيا/ أوكرانيا، حيث انفلت الزمام .. دعونا من الاستدراج للحديث في السياسة؟ و اتركونا بتعز التي غدت معضلة في وجه مزايدي العالم، حتى لا أقول منافقيه، فهم إنما أرادوا ذكرها ذرا للرماد لتمرير هداياهم للجماعة الإرهابية، و تزلفا للمشروع الفارسي، لكن الرياح أتت و ستأتي بما لا تشتهي كواليس المكر؛ ذلك لأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
و ما يواجه أطراف المكر أنهم و قد قدموا للجماعة الإرهابية الخدمات الكبيرة و الكثيرة، وقفوا مكشوفين أمام (معضلة ) فتح طريق واحدة للضرورة( الإنسانية ) في تعز.
من قال لهم يضعون تعز في بيان مكرهم، و أنهم سيفتحون طرقها؛ قبل أن يتأكدوا من أنهم قادرون على تمرير خداعهم مرة أخرى؟
نكشوا بيت الزنابير ،كما يقال، و ستمضي تعز ، و قد غدت قضيتها معروفة للعالم، تتابع حقها و تمشي خلف الكذاب إلى باب بيته، لتعري ما بقي من ورق التوت.
بالأمس جاء المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى تعز ؛ و هو يتمنى أن يمرر فتح المعبر الذي اقترحته الجماعة الإرهابية ؛ ليحتسب ذلك نجاحا في الإحاطة القادمة..!!
لو أنه جاء لينفذ مقترح الطريق الذي اقترحه المبعوث لكان موقفا محسوبا له، لكنه الهزل .
و كان هذا الجنرال قد حدد بضعة ناشطين في المحافظة يختزل بهم منظمات المجتمع المدني ؛ من أحزاب، و منظمات، و نقابات، و اتحادات ، و سلطة محلية، و مجتمع المحافظة، ليظفر - من نفر لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة - بالموافقة على فتح ذلك المعبر العسكري الذي يصب في مصلحة مليشيا الإرهاب.
هل يحدد مكتب المبعوث أشخاصا في صنعاء باختياره ليقول أنهم يمثلون منظمات المجتمع المدني، و يأخذ منهم الموافقة على كذا أمر؟
الجماعة الإرهابية استقبلت وفد مكتب المبعوث، و فيهم المستشار العسكري بمذبحة لأطفال حي الروضة، و كان من المنتظر أن تلتهب المشاعر الإنسانية لدى مكتب المبعوث الذي طالما اتكأ على الجانب الإنساني لتمرير كل شيئ، لكن الوفد عض على لسانه، و غفت مشاعره، و لم تحرك دماء الأطفال رمش عين لهم..!!
لعلكم تذكرون حين عبروا عن غضبتهم حين قتلت بعض البغال و الخيول بصنعاء..!! أفلا يستحق الأطفال من المكتب موقفا ، أم أن ذلك سيعرّي الهدنة الزائفة..!!؟