هزل لا جد.. مع رماد الأمم المتحدة!

أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي
2022/08/02 الساعة 03:40 مساءً

هزل لا جد.. مع رماد الأمم المتحدة!
بقلم: أحمد عبدالملك المقرمي

 
   دعونا على طريقة عنترة في بيت شعري له، نهزل في هذه السطور، و ما لنا لا نهزل؟ حتى الأمم المتحدة تهزل!    أما عنترة فقد قال :

       و إذا  ابتليت  بظالم كن  ظالما

      و إذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل !

   ليس من شيم هذه السطور الهزل، و لكن حين تجد هازلا فقد ترد عليه بمثل بضاعته.

    تعز ليست بحاجة لزيارات من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، و لكن تحتاج إلى موقف يحترم قوانين الأمم المتحدة.

   أما مجرد ذر الرماد فبإمكان هذا المكتب أن يقوم بذر الرماد من أي مكان آخر ، أو يحتفظ به لحاجة الأمم المتحدة المتزايد للرماد لذره على عيون الحقيقة في مختلف مناطق الدنيا..!!

   سبع سنوات، و مبعوثو الأمم المتحدة في سبات، لا يذكرون تعز بخير، و لا يدفعون عنها شرا، أو يسطرون عنها تقريرا، أو - حتى - يلمّحون لها بإحاطة من إحاطاتهم الشهرية، و التي غدت أشبه بواجب منزلي لتلميذ كسول.

   فجأة قررت كواليس المكر و الخداع أن تُهْدي جماعة إرهابية مكاسب ، تتملق بها المشروع الظلامي الإيراني من جهة، و تكافئ عصابة اتخذتها ساترا لأجنداتها من جهة أخرى.

   هنا، احتاج هؤلاء و أولئك للأمم المتحدة- وهم يقدمون الهدايا للجماعة الإرهابية - كي تكون عنوانا يخفي مكرهم؛ و لكي تشاركهم بموفور الرماد الذي تذره على العيون حين الحاجة إليه؛ كقنبلة دخانية، فكان إقحام إسم تعز ، و ذكرها توسلا بها و بحصارها الذي قدموه كذبا كعمل موازٍ للهدايا المقدمة للجماعة الإرهابية..!!

   و هكذا.. وُلِدت هدنة من رحم تلك الكواليس . و بعملية قيصرية لولادة تلك الهدنة فُتح مطار..، فتح ميناء  ..، لُفّقت للعصابة جوازات ، منحوها سفنا من النفط .. أعلن  القبض على سفينة أسلحة؛ كالعادة ، لكن .. أين أفرغت شحناتها؟ و هل الإعلان عن ذلك ذرا للرماد أم حقيقة !؟

   ذر الرماد لم يستخدم باحتراف كالعادة ! فأصاب مستخدميه أكثر مما أصاب المستهدَفين؛ مثله مثل استخدام الحروب التي ظنوا أنهم قد ملكوا أزِمّتها فلا تثار إلا وفق مخططاتهم ، و البلدان التي يحددونها،حتى جاءت حرب روسيا/ أوكرانيا، حيث انفلت الزمام .. دعونا من الاستدراج للحديث في السياسة؟ و اتركونا بتعز التي غدت معضلة في وجه مزايدي العالم، حتى لا أقول منافقيه، فهم إنما أرادوا ذكرها ذرا للرماد لتمرير هداياهم للجماعة الإرهابية، و تزلفا للمشروع الفارسي، لكن الرياح أتت و ستأتي بما لا تشتهي كواليس المكر؛ ذلك لأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.

   و ما يواجه أطراف المكر أنهم و قد قدموا للجماعة الإرهابية الخدمات الكبيرة و الكثيرة، وقفوا مكشوفين أمام (معضلة ) فتح طريق واحدة للضرورة( الإنسانية ) في تعز.

   من قال لهم يضعون تعز في بيان مكرهم، و أنهم سيفتحون طرقها؛ قبل أن يتأكدوا من أنهم قادرون على تمرير خداعهم مرة أخرى؟

   نكشوا بيت الزنابير ،كما يقال، و ستمضي تعز ، و قد غدت قضيتها معروفة للعالم،  تتابع حقها و تمشي خلف الكذاب إلى باب بيته، لتعري ما بقي من ورق التوت.

   بالأمس جاء المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى تعز ؛ و هو يتمنى أن يمرر فتح المعبر الذي اقترحته الجماعة الإرهابية ؛ ليحتسب ذلك  نجاحا في الإحاطة  القادمة..!!

   لو أنه جاء لينفذ مقترح الطريق الذي اقترحه  المبعوث لكان موقفا محسوبا له، لكنه الهزل .

    و كان هذا الجنرال قد حدد بضعة ناشطين في المحافظة يختزل بهم منظمات المجتمع المدني ؛ من  أحزاب، و منظمات، و نقابات، و اتحادات ، و سلطة محلية، و مجتمع المحافظة،  ليظفر - من  نفر لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة -  بالموافقة على فتح ذلك المعبر العسكري الذي يصب في مصلحة مليشيا الإرهاب.

   هل يحدد مكتب المبعوث أشخاصا في صنعاء باختياره ليقول أنهم يمثلون منظمات المجتمع المدني، و يأخذ منهم الموافقة على كذا أمر؟

   الجماعة الإرهابية استقبلت وفد مكتب المبعوث، و فيهم المستشار العسكري بمذبحة لأطفال حي الروضة، و كان من المنتظر أن تلتهب المشاعر  الإنسانية  لدى مكتب المبعوث  الذي طالما اتكأ على الجانب الإنساني لتمرير كل شيئ، لكن الوفد عض على لسانه، و غفت مشاعره، و لم تحرك دماء الأطفال رمش عين لهم..!!

   لعلكم تذكرون حين عبروا عن غضبتهم حين قتلت بعض البغال و الخيول بصنعاء..!! أفلا يستحق الأطفال من المكتب موقفا ، أم أن ذلك سيعرّي الهدنة الزائفة..!!؟