"الاقصائيون"
اللسان يكشف عن مكنون صاحبه ونفسيته وكل إناء بما فيه ينضح ،،، وإن رمتها تخفى على الناس فلا تخفى على ذوي الالباب الذين يزنون الناس من ألفاظهم وكلماتهم ومنهم من يفهمك أكثر من فهمك لنفسك.... وكم من أعوج كشف للناس اعوجاجه وهو لا يدري...
أما وسائل التواصل الاجتماعي فقد فضحت كثيراً من الخلق أشد من فضح اللسان في المجالس العادية ،، فضحت كل من يستخدمها ويخاطب الآخرين فيها وهم لا يشعرون .. .
ألفاظ يخطها كاتبوها أو يتلفظون بها صوتاً حين نقرأها أو نسمعها نصاب بالذهول،، ألفاظ إقصائية:
*فلان تم دعسه*
*وقع لهم دعس*
*اكنسوهم*
*لابد من تصفية*.. ...
*يحتاجوا إزالة،،*
*إزاحة،،،*
تلك هي بعضها وغيرها من السباب والشتائم والفحش في الاقوال والبذاءة والكذب والتضليل والاعتداء التي نقرأها بكثرة في وسائل التواصل ، وقائلها إنما يعبر عن كم هائل من الحقد الدفين والكراهية للناس في نفسه....
ومنشأها وأسبابها :
الجهل
النشأة على سوء الخلق
التعبئة الخاطئة
لمن هذه الكراهية ولما؟؟؟
لمسلم اجتمع معهم في الدين وفي الارض وربما في القرابة والنسب وغيرها من المشتركات.... فقط اختلف معهم في توجه سياسي أو في مسألة ما. ولم يتوافق معهم في قناعاتهم ...
ومن المفارقات العجيبة أن أصحاب هذه النفسيات الرديئة يبشروننا بمستقبل جميل ويرسمون لنا احلاماً ورديةً لمستقبل أو لدولة ستقوم على العدل والرحمة والإخاء ...
وكما يقول المصريون (الكتاب بائن من عنوانه)
أي عدل وأي رحمة وأي إخاء وصدوركم الضيقة ممتلئة قيحاً وغلاً ؟؟؟؟
مع من ستتعايشون؟؟؟
لن يتعايش أحدهم إلا مع نفسه أو مع نسخة طبق الاصل ومكررة من نسخته!!!!!، منفصلون عن الواقع تماماً مختلفون مع الفطرة،،، لأن التعايش انما يكون بالاختلاف... وهذا النوع من البشر لا يتقبلون الاختلاف...
هؤلاء إن امتلكوا القوة لن يتورعوا عن تصفية نصف بلد ، بل ربما لو لزم الامر إبادة بلد كامل مالم يطيعهم أهله طاعة عمياء ... أي مستقبل وأي دولة ستبنونها وتبشرون الناس بها؟؟؟
دولة تقوم على الدماء وأشلاء المسلمين لمجرد أنهم تباينوا معهم في مسألة اجتهادية قابلة للنقاش وللأخذ والرد؟؟؟؟
دولة تقوم على أنين الأرامل والثكالى واليتامى؟ دولة ينشأ اجيالها على الحقد والثأر لمن قتل أبوه أو أخوه أو قريبه؟؟؟
بأي تفكير يفكرون وبأي عقول يدبرون؟؟؟ جهلهم يعمي أبصارهم فلا يقرأون ولا يتدبرون وهم لايزالون يذكرون دول شمولية انتهجت مع رعاياها سياسة القطيع ،، عهد تلك الدول لايزال قريباً،، سادها وقادها أصحاب هذه العقول ثم سرعان ما انهارت ولم تقم لها قائمة.. ... كلماتي هذه ليست موجهة لفئة بعينها بل لكل هذه النوعية الاقصائية من البشر في أي جماعة كانوا وفي أي طائفة وأي حزب ...
وما بلينا إلا بهؤلاء،،، وما دمرت أوطاننا وخربت مجتمعاتنا وأصابنا العنت والشقاق واستبيحت الاعراض والدماء المحرمة الا بسبب هذه العقول المريضة المتعفنة... فهم أسهل مطية يستخدمها أعداء هذه الأمة لهدمها وتدميرها ... وهكذا يفعلون الآن....