انقسام الجنوب الى جنوبين شرقي وغربي
طائفة كبيرة من ابناء حضرموت يحتفلون ويبتهجون في وسائل التواصل الاجتماعي ويرفعون علم دولة حضرموت ويغردون مستبشرين بمستقبل جميل لبلدهم بعيداً عن الهيمنة الجنوبية والشمالية...
هذا التطور ليس مجرد ردة فعل كتعبير عن كراهة لاشعورية للانتقالي ، أو كما يسميهم اعلام الانتقالي بأن هؤلاء ظاهرة صوتية في وسائل التواصل وينعتهم بلقب (دولة الواي فاي) ،،، بل هذا الابتهاج ناتج عن مقدمات وتحولات حقيقية تجري في الساحة الجنوبية توافقت عليها رغبات ومصالح من عدة أطراف فاعلة محلياً وإقليمياً ..
كما ذكرت في مقال سابق ليس لهذا التيار في الشرق شخصيات قيادية تمثله بشكل واضح وتعتبر واجهة له في المجتمع المحلي الحضرمي خصوصاً غير أنها موجودة بالفعل في وسط الطيف السياسي الحضرمي المتعدد ، ولم يكونوا بلون واحد ولعل هذا من دهاء وحنكة الحضارم وقدرتهم على اسقاط حواجزهم البينية بسرعة عندما يتعلق الامر بمصلحة حضرموت... واضح جداً أن ثمة تنسيق دار ويدور بين النخب الحضرمية بأسلوب ونكهة حضرمية متميزة .....
أبرز الشخصيات التي تمثل هذا التيار في حضرموت حسب تحليلي ومتابعتي الشخصية هو اللواء فرج البحسني فهو القائد الحقيقي الغير متوج والمعلن في الداخل الحضرمي والذي نجح في بناء المنظومة الأمنية الحضرمية بناءً يتناسب مع أهداف حضرموت البعيدة عن أي هيمنة يمنية والى جانبه وكلاء المحافظة كعمر بن حبريش العليي ووكلاء وادي حضرموت عصام بن حبريش الكثيري وعبدالهادي التميمي ومجموعة كبيرة من الشخصيات الاجتماعية والقبلية ومنهم قيادات الهبة الحضرمية الحالية..
تعمل هذه القيادات بالتنسيق مع شخصيات حضرمية في المهجر وخاصة في المملكة السعودية والامارات وماليزيا وغيرها.
لم يصل الحضارم الى هذا الانجاز لوحدهم، هناك طرف مهري له دور كبير تناغم معهم دون تنسيق فيما يبدو ساعد على هذا التطور ودفع بهذا التحول من خلال علاقته بسلطنة عمان وهو الشيخ علي سالم الحريزي والذي دفع بعمان ان تشاطر المملكة وتضغط في اتجاه منع وصول أي قوات من الجنوب الغربي الى المنطقة الشرقية ومنع سيطرة الانتقالي على المحافظات الشرقية... تلك هي الاطراف المحلية الحضرمية والمهرية التي كان لها أثر في هذا التحول الملفت...
والاطراف المحلية لن يكون لها تأثيراً كبيراً اذا لم تجد داعماً إقليمياً ،،،، وقد كان ،،، فرغبة السعودية في فصل حضرموت والمهرة عن الجنوب رغبة قديمة لاتخفى على أي سياسي يمني شاطرتها في ذلك سلطنة عمان والتي تهمها محافظة المهرة وتعتبرها امتداداً وعمقاً استراتيجياً لها وخط دفاع لأمنها القومي مع وجود تباين بين الدولتين حول محافظة المهرة يجري التنسيق الآن لحلحلته..
وفوق ماسبق هناك دافع ثالث لهذا التطور أيضاً ولهذا الانقسام الجنوبي يتمثل في فشل النخب السياسية الجنوبية الغربية وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي في كسب أهل الشرق خاصة المجتمع القبلي التقليدي الذي عانى من ظلم وتهميش دولة الجنوب السابقة للشرقيين ...فبوادر تكرار نفس السيناريو القديم للجنوبيين في اجترار الصراع المناطقي الجنوبي السابق متوفرة وقد برهنها الواقع بالحروب التي وقعت بين الجنوبيين في عدن وأبين وشبوة ...
ومن خلال مايظهر من المزاج العام للجنوبيين ومنطلقات تفكيرهم ولغتهم الحادة وتصرفاتهم وثقافتهم الاقصائية تجاه بعضهم واتجاه غيرهم اتضح للجميع بأن الجنوبيين الجدد لايختلفون عن آبائهم السابقين وهم بنفس النمط والعقليات والعنجهية يكررون فشل أسلافهم في الدولة الجنوبية السابقة الامر الذي ولد نفوراً عاماً لدا الشرقيين من اعادة ذلك الماضي المظلم... كل هذه العوامل افرزت انقسام الجنوب انقساماً واضحاً لم يعد من بالامكان تجاوزه..