أيّام الوطن المجيدة
وطن مُرصّع بأيام وتواريخ نضال خالدة يتذكرها الوطنيون الصادقون كُلما عادت مع كل عام لينتهلوا من معينها الثْر مزيد الدروس والعِبر ويتشرّبوا المزيد من لُبان الوطنية وصدق الإنتماء لهذا الوطن الغالي المُفدّى المعطاء . ويعمل الوطنيون كُلّما استطاعوا على إحياء تلك الأيام و المناسبات باقامة المهرجانات و الاحتفالات و العروض الكشفية و العسكرية و الندوات واللقاءات و ترديد الأناشيد والأهازيج الوطنية .
إنّ إحياء ذكرى الأيام الوطنية يضخ و يُعزز في العقول والقلوب من جديد الوهج الوطني الذي كان خلف و هدف هذه الأحداث المفصلية والحيوية في التاريخ والمشهد اليمني .. ويُجدد التذكار لتلك الأيام المتوهجة في اليمنيين الوطنيين العزيمة على التمسّك بنهجها والحفاظ على المكتسبات التي تحققت بسببها و التضحية من أجل ذلك كمبدأ حث عليه الإسلام دِفاعاً عن الحق و انحيازاً إليه و رفضاً للباطل ومقاومة راشدة واعية له على طريق اجتثاثه ما تمكّن من فرض نفوذه وحكمه وسيطرته على الوطن أو أي جزء منه .
لقد ضاق الشعب على الدوام وضج بظالميه و مُعذبيه و المُجهضين لأحلامه المشروعة و تطلعاته التي يستحق إحرازها والتمتّع بها فلم يكن إلا بُركان يستجمع عنفوانه حتى ينفجر ثائراً حِمِماً في وجه الظُلم و الظُلّام حتى يُسقطه ويُسقطهم و يقضي عليه وعلى سدنته من خونة الوطن والوطنية أصحاب المطامع الكريهة البغيضة .
إنّ دعاوي الظلمة والبُغاة تتساقط بمرور الوقت و لا يجديهم ما يضنُون في أنفسهم من قوة وسيطرة تامّة وقدرة على فرض خياراتهم وتخطيطهم الماكر على مستقبل البلاد والعباد ، ويجني الشعب ثمرة نضاله وتضحياته و صبره ... وكُلما برز ظالم باغ عادٍ فالشعب وقواه الحية له بالمِرصاد .
إنّ أحقاد الظالمين و مراميهم السوداء يُسقطها الشعب و وعيه وتضحياته الجِسام ويُقيم دولته دولة النظام العادل والقانون المُنصف النزيه . إنّ اليمن دوماً ينفي الخٓبث الذي يتسلل حتى يجثم على ظهره بشتى الدعاوي فيطوّح به عن ظهره إلى سوء المصير ...
لقد كان للفعل الوطني النبيل في أيامنا الوطنية انطلاقة مجيدة كان لها الأثر الإيجابي الكبير والهائل على الشعب والأرض اليمنية .
وفي كل مرة يتلفّع أعداء الشعب بأستار و أسمال واهية من الوطنية والأحقية في الحكم و ما قد يرددونها من شعارات الحق المُراد بها الباطل الباغي فإنّ الشعب بقيادة طلائعه الأحرار يهتكها ثائراً مُزمجراً ثائراً لنفسه و وطنه ويظل يُناضل ويُقدِّم التضحيات العزيزة الغالية تلو التضحيات حتى يكتب الله تعالى له النصر المُبين .
ومع كل حِلول للتاريخ الخالد في ذاكرة الشعب و الوطن وقواه الحية يتذكر الوطن وبنيه الشُرفاء منزسبقوا ومضوا من أصحاب التضحيات والإسهام النبيل الثمين في تحقيق الانتصار لوطن الإيمان والحكمة ويقتبسون من مآثرهم روح الإصرار على أن يكونوا للوطن و أن يكون الوطن بمجده و كرامته ثم يكون و على الدوام .
و إن كل محاولة أو عمل تخريبي للمكتسبات العامة والخاصة التي تحققت للوطن إثر تبلور قوماته وعزماته وقومات قواه الحية مآلها الفشل الذريع ، مع ما يتركه درس المقاومة والصمود في وجه البغي من تضاعف استمساكو إصرار وطني على المُضي في ذات المسار الميمون .