استغلال المولد لصالح الخرافة والتضليل

أحمد عثمان
أحمد عثمان
2022/10/07 الساعة 12:03 صباحاً

الاحتفاء بالمولد النبوي بهذه الطريقة التي ينفذها  الحوثي ليس تبجيلا ولا احتراما ولا اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يأمر ولم يقم احتفاء بذكرى مولده ولم يفعلها أحد من خلفائه لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان  ولا علي.

واذا أردنا الاحتفاء بمولده فليكن موافقا لسنته، يكون بالتذكير برسالته وخلقه وشرح سيرته  و في الدعوة  لحسن العبادة  وصناعة المعروف و المعاملة اليومية للناس والحماية لدماء الخلق وأموالهم، والاقتداء به بعيداً عن الدجل  والخرافة و الظلم أو إشراك أحد مع الله.

فرسالة محمد بن عبد الله رسالة توحيد وعدل  وحرية حيث لا معبود في الوجود إلا الله، وما نراه هو شكليات مأخوذة من ثقافات وافدة على الإسلام من الحضارات الأخرى التي جاء الإسلام لهدها وإزالة قيمها الاستكبارية التي تظلم وتستبعد الإنسان.

ما يجري  أقرب إلى  مهرجانات التهريج والاستعراضات البهلاوانية  في  طقوس مهدفة لتكرس  الطائفية وتقسيم الناس وزرع الفتنة والفوارق العنصرية و تحويل الدين إلى وسيلة  لتقديس اشخاص بعينهم  من مغتصبي  الحكم والسلطة ولصوص الأوطان في مخالفة لأوامر ونواهي نبينا الكريم الذي نهى أصحابه في حياته للكفء عن هذا النوع من تقديس المخلوقين لصالح مقاصد رسالة التوحيد في الرفع من شأن كرامة الإنسان وقيمة المساواة لنراه ينهي أصحابه عن  المبالغة في  اطرائه   قائلا (  (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله) (إنما أنا عبد ) عليك الصلاة والسلام يارسول البشرية لاحظوا لم يقل إنما أنا سيدكم تعالوا عظموني وانحنوا لتقبيل ركبة سيدكم؟!

 هذا رسول الله !

فرسالته هي رسالة تكريم الإنسان و ترسيخ  العدل والمساواة

تكسر كل أشكال الوثنية وصور الصنمية والتأليه للبشر

و ما نراه من  استغلال اسمه صلى الله عليه وسلم.

في تحويل الرسالة المحمدية  الى وثيقة ملك اسري ووسيلة جباية لنهب أموال الناس وجلد ظهور عباد الله هي نقيض لرسالة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ومحاولة مصادرة الرسالة والرسول لصالح فلان من الناس أو آل زعطان وأسرة معطان بصورة غاية في العبث ومحاولة لحرف مسار الرسالة العالمية  وتقزيم عظائم الأمور وتفصيلها  على مقاسات غاية في الصغر والحقارة.

في ممارسة عبثية غايتها  التجهيل والخرفنة للاتباع عن طريق طقوس الاستهبال وتحويل الإنسان إلى مسخرة ومضحكة  باسم رسول الحرية ونبي  الرحمة.

وهو ما يجري اليوم من  تلطيخ لوقار اليمني  باسم المولد من خربشات وترنيج وجه الانسان وجسده بالرنج الأخضر ليكون اشبه بالقطرنة  التي كان يمارسها اجدادهم من أئمة الكهنوت  ليقيسوا بها عقل الشعب ومدى استسلامه لخرافة ( احمد ياجناه) وسلالته  العنصرية  ليطمئنوا ان الناس  مازالت صالحة للدعس والإذلال دون خوف  من غضب الشعب وانتفاضة الوعي وبراكين الكرامة.

متناسين أن الزمن تغير وأن وسائل التوعية  أقوى  من وسائل التجهيل وادوات التعرية والتواصل بين الناس  كفيلة  بكشف عورة  الخرافة وان كل ما يقومون به اليوم إنما يسهل في  كشف حقيقتهم ويعري خرافتهم المصادمة للشرع والعقل والفطرة البشرية.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص