براءة 14 متهماً في قضايا اغتيال أئمة مساجد في عدن بعد 5 سنوات من الإخفاء القسري
قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة المؤقتة عدن ببراءة 14 متهما في قضايا اغتيال أئمة المساجد بمدينة عدن، بعد مضي 5 سنوات من الإخفاء القسري منذ اعتقالهم على خلفية تلك الاتهامات.
وأصدرت المحكمة الجزائية أمس الاثنين حكماً ببراءة المتهمين الـ 14 في قضايا اغتيال أئمة المساجد "كانوا معتقلين ومخفيين قسرا منذ مطلع العام 2017م في سجن قاعة وضاح الخاضع لإدارة المجلس الانتقالي بعدن".
وتضم قائمة الـ 14 أفرادا من المقاومة الشعبية وجنود في الجيش بينهم العقيد عبدالله الطيري ومواطنين جميعهم من أبناء عدن تم اختطافهم من قبل قوات المجلس الانتقالي وإخفائهم قسرا على خلفية تلك الاتهامات.
تعذيب وحشي
وقالت مصادر حقوقية لـ " الصحوة نت " إن المختطفين تعرضوا لتعذيب وحشي لإجبارهم على الادلاء باعترافات تحت الإكراه بهدف تحميلهم ملف الاغتيالات التي طالت الائمة والخطباء في عدن قبل أن يتم نقل ملفاتهم إلى المحكمة الجزائية.
وأكدت المصادر عدم وجود أي أدلة او اثباتات إدانة في ملفات المتهمين مشيرة، إلى أن كل التهم كانت تلفيقات أخذت منهم تحت التعذيب والإكراه، ما أدى إلى تعثر عقد جلسات المحاكمة من قبل قاض في المحكمة الجزائية.
وأشارت المصادر الى إنه "تم نقل القضية إلى قاض آخر ووكيل نيابة آخر بعد ضغط مورس من قبل أسر المعتقلين لتحكم المحكمة ببراءتهم وإطلاق سراحهم في جلسة قصيرة انتهت بقرار الافراج في غضون خمس دقائق".
تحريض وتشويه
رئيس مؤسسة دفاع للحقوق والحريات بعدن المحامية هدى الصراري، قالت إن" المعتقلين الـ 14 منذ 2017 وهم مخفيين قسرا اٌرتكبت بحقهم اشكال التعذيب داخل المعتقل وضاعت سنوات حياتهم وفقدوا رزقهم وصحتهم وسمعتهم بسبب التحريض والتشويه لهم".
وأكدت انه تم اعتقالهم بمداهمات في ساعات الفجر الاولى واخفاءهم مدد غير قانونية وتعذيبهم وإصدار مقاطع فيديوهات تحت التعذيب انهم من ارتكبوا الجرم دون احالتهم للنيابة "لان الجناة يعلموا لو احالوهم لبراءتهم النيابة" .
وأضافت الصراري في منشور لها رصدته الـ " الصحوة نت " أنه عند نزول أي لجنة تٌعنى بحقوق الانسان تنفي وجود قاعة الوضاح بتقاريرها وتنفي وجود مخفيين وتتنصل عن واجبها تجاه هؤلاء الضحايا.
وبحسب اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن فإن أحد القضاة في المحكمة الجزائية المتخصصة سبق وأن رفض في وقت سابق تسليم ملفات 15 محتجزا منذ 5 سنوات في سجن بئر أحمد بعدن.
وكانت رابطة أمهات المختطفين قد أكدت وجود 51 معتقلاً تعسفاً في سجن بير أحمد الخاضع لإدارة المجلس الانتقالي ويتعرض 14 منهم لمماطلات مستمرة في إجراءات محاكمتهم واحتجاز ملفاتهم .
يأتي هذا فيما لا يزال عدد من المختطفين والمخفيين في سجون تابعة للمجلس الانتقالي في عدن، ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب، وذلك حسب تقارير حقوقية محلية ودولية.