شهادات ووقائع مروعة.. التعذيب في سجون الحوثيين.. آلام لا يسمعها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية
ما يزال التعذيب واحدا من أكثر الجرائم الوحشية التي مارستها وتمارسها مليشيات الحوثيين بحق المدنيين المحتجزين في سجونها، حيث نقلت المليشيات تجارب إيران في قمع معارضيها، عبر تطبيق تلك الأساليب مع المعتقلين اليمنيين.
شهادات مختطفين ومعتقلين سابقين في سجون مليشيات الحوثيين، كشفت عن أهوال وفظائع التعذيب، وتفاصيل مروعة من أشكال التوحش والانتهاكات، التي تعرضوا لها وشاهدوها خلال فترة اختطافهم داخل السجون السرية الحوثية، التي تشكل جزءاً من المسار الحربي الذي تتبناه إيران ومليشياتها، لسحق الشعب اليمني وإخضاعه.
بحثه عن عمل أفضى به لسجون الحوثيين:
غادر محمد خالد بيته باحثا عن عمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
عند وصوله إلى تعز، وتحديدا "الحوبان" التي يسيطر عليها الحوثيون، استوقفته نقطة تفتيش حوثية وأنزلته من المركبة التي تقله، وتم نقله إلى سجن مدينة الصالح سيئ الصيت.
يقول محمد البالغ من العمر 40 عاما، الذي تم الإفراج عنه بعد مرور عام على اعتقاله: "رغم محاولتي إقناع خاطفي بأنني مجرد عامل بناء كنت أبحث عن عمل، أصرت المليشيات على التهمة التي وجهت لي (معاونة الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وإرسال إحداثيات عن المواقع العسكرية)".
"قاموا بتقيد يدي إلى الخلف، وعصبوا أعيني بقطعة من القماش، فيما وضعت قيود على أطرافي السفلية، وأثناء ما كان المحقق يوجه لي الأسئلة، كان هناك من يتولى ضربي على مؤخرة رأسي بشيء صلب، لدفعي على الاعتراف".
"كانت الضربات القوية تجعلني أدخل في غيبوبة، نتيجة الآلام المبرحة، فكان عناصر المليشيات يصبون المياه الباردة على رأسي وجسمي لإيقاظي كلما غشي علي، ويعودون لتعذيبي من جديد".
وتابع حديثه: "في إحدى جولات التعذيب قاموا بتعليقي على الجدار، وأنا مغمض العينين لأربع ساعات، لدرجة تضرر وموت أعصاب يدي اليسرى بالكامل، ثم بعد أن تم إنزالي قاموا بضربي على رأسي بقنينات ماء مثلج. ومن ضمن الأساليب التي مارسوها في تعذيبي، وضعي داخل الضغاطة، وهي عبارة عن غرفة لا تزيد عن متر مربع، لم أستطع فيها أن أجلس أو أتحرك ولا الوقوف، وفي أعلى الضغاطة فتحة كانوا يضعون فيها قوالب ثلج التي تقطر فوق رأسي، كان هذا الأمر يبدأ ليلا، وأظل أعاني لحظات الموت حتى الفجر، فلا أستطيع النوم ولا الحركة ولا التنفس".
وأضاف: "هناك من يقضون نحبهم تحت التعذيب، ويدفنون في مقابر لا يعلم بهم أحد، حيث كنت أسمع صراخ المعتقلين الذين توفي عدد منهم نتيجة التعذيب، كما توفى أحدهم، كنا نطلب له إبرة مهدئة وهو يصرخ ويصيح من الألم، لكن لم يتجاوب أحد من السجانين، وبسبب عدم توفير هذه الإبرة مات بحضن معتقل آخر".
"عادة ما تطمئن مليشيات الحوثيين لعدم انكشاف أمرها، لأن الاعتقال غالبا لا يعلم به أهالي الضحية، أو المنظمات الحقوقية التي ترصد تلك الجرائم. لو كانت هناك كاميرات تصور ما يحدث في سجون الحوثيين، لشاهد العالم مدى الفظائع التي يتعرض لها المعتقلون في سجونهم".
معتقلون لم تتعدّ أعمارهم الـ11 عاماً:
يحيى الهيج، هو أحد المعتقلين المفرج عنهم في صفقات تبادل أسرى، تحدث عن أساليب التعذيب التي مارسها الحوثي ن ضده قائلا: "بعد اختطافي من إحدى الأسواق في الحديدة، خضعت للتحقيق على يدي أحد الحوثيين الذي كان يهدّدني، ويستخدم الصعق الكهربائي لاستجوابي، ثم ألقوني في إحدى السجون غير الرسمية مع كثير من الأشخاص المخطوفين، وبعد ثلاث ليالٍ أخرجونا وعرضوا علينا التهم التي وُجِّهَتْ لنا، وهي امتلاكنا سلاحاً، ورصد الأهداف للتحالف، وبعدها نقلونا إلى السجن المركزي في الحديدة، حيث بقيت فيه 12 شهراً".
وتابع حديثه قائلا: "كان التعذيب عند الانقلابيين متعدد الأشكال، فمنه التعذيب بأحجار البناء، إذ يتم وضع ما يقارب 30 منها على ظهر المعتقل الواحد، والتعذيب أيضاً بالخنق، والاستمتاع بمشاهدة المعتقل وهو يُشرِف على الموت، بعد أن يُلبِسوا رأسه غطاء مصنوعاً من النايلون وهو مقيد بالسلاسل، ومعاودة تكرار هذه العملية قبل اختناقه تماماً".
وأضاف: "لقد كان التعذيب يختلف باختلاف شخصية المحقّق والمعتقل، فكلما كان الشخص قوياً ورافضاً الاتهامات تفننوا في تعذيبه، فبعض المعتقلين تعرضوا لإحراق أعضائهم التناسلية بولاعة السجائر، ومنهم من قاموا بضربهم بالحجارة في منطقة الكلى، إذا علموا أنهم مصابون بمرض الكلى، وأشخاص كانوا يسكبون عليهم الماء ويطرحونهم أرضاً في العراء، حتى تتجمد أطرافهم من شدة البرد، وآخرون كانوا يقيمون عليهم "حفلة"، عبر حقنهم بإبر يزعمون أنّها سم، ويبقونهم ليعيشوا وَهْم الموت فيما تعلو ضحكات السجانين".
تنقل الهيج بين سجون رسمية، وغير رسمية، في الحديدة وذمار، وبقي فترة طويلة مسجوناً في صرح "القلعة" المظلم، الذي حوله الحوثيون من معلم تاريخي أثري إلى سجن كبير.
تحدث واصفا سجن "القلعة" قائلا: "كانت لحظات غروب الشمس تصيب أبداننا بالرجفة من الخوف، كون الفترة بين غروبها وشروقها هي فترة التحقيق المصحوبة بألوان التعذيب في سحن القلعة، الذي يحتوى على عدد كبير من كبار السنّ والأطفال الذين لم تتعدّ أعمارهم الـ11 عاماً، ومعتقلون لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، سجنوا للضغط على آبائهم وأقربائهم الفارين لتسليم أنفسهم، انتقلت فيما بعد مع مجموعة كبيرة منهم إلى سجن "حنيش" الواقع في جزيرة بالبحر الأحمر، التي لا يوجد فيها سكان ويرفض حتى أفراد الجيش التواجد فيها، بسبب الظروف البيئية والمناخية القاسية".
"أرغموني على ممارسة الجنس لتطهيري من الذنوب":
إحدى النساء التي تم احتجازها في سجون الحوثيين في العاصمة صنعاء، تحدثت إلى إحدى القنوات اليمنية عن الفترة التي قضتها في المعتقل قائلة: "تعرضت للاختطاف بعد مداهمة منزلي بالقوة من قبل شخصين وبنت، بأوامر قهرية من المجلس السياسي الأعلى، حيث تم أخذي إلى بدروم، وهناك خضعت للتحقيق بتهمة التجسس لصالح ما يسمى بالعدوان".
وأضافت: "تعرضت مع مجموعة من الفتيات المعتقلات لدى الحوثيين للاغتصاب من قبل مشرفين حوثيين، طوال 11 شهرا بشكل مهين ومذل. لقد أجبرونا على ممارسة الجنس معهم بشكل شبه يومي، تحت مزاعم تطهيرنا من الذنوب. لقد تعرضت للصعق بالكهرباء بالإضافة إلى قيامهم بحلق شعر رأسي وحرق أجزاء من جسمي. كان التحقيق معي يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، وكل يوم كانت توجه لي تهمة جديدة وتعذيب جديد، حيث وجهوا لي تهمة قيادة شبكة دعارة، وتلقيح فيروس الإيدز عبر منظمات دولية".
وأشارت إلى أنه كان يتم إرسالها هي ومجموعة من المعتقلات للجبهات بغرض الطبخ للمقاتلين الحوثيين، كما كانوا يجبرونهن على توصيل السلاح للمقاتلين في الجبهات، وإجبارهن على ما يعرف بـ"نكاح المجاهدين"، كما كشفت عن تعريضهن للموت من خلال وضعهن في مقدمة الجبهات بهدف جعلهن طعما للعدو، مشيرة إلى أن هذا كان يتم معهن بحجة تطهيرهن من الذنوب، موضحة أن فتاتين قمن بالانتحار بعد "جلسة تطهير" (اغتصاب).
التعذيب حتى الموت:
معتقل آخر هو الصحفي يوسف عجلان، أحد الصحفيين الذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب، وتمكنوا من الخروج بعد صفقة تبادل بين الحوثيين والحكومة الشرعية.
يتحدث عن فترة مكوثه في معتقل الحوثيين، وأساليب التعذيب التي تعرض لها قائلا: "اعتقلتني المليشيات لمدة سنة و45 يوماً، توزعت إقامتي بين 6 سجون جميعها بصنعاء، واختلف التعامل معي من سجن إلى آخر، لكن ما جمعهم هو معاملتي بإذلال وإهانة، وتوجيه تهمة "داعشي" لي بشكل دائم".
"تعرضت للتعذيب والضرب المبرح، خلال فترة التحقيق التي استمرت 26 يوماً، وبقيت في زنزانة انفرادية ضيقة (متر × مترين) مع مختَطَف آخر، ومُنعت من دخول دورة المياه عدا ثلاث مرات باليوم".
وتابع حديثه: "هناك معتقلون استمرّ تعذيبهم أكثر من ثلاثة أشهر، بقي بعضهم في الزنزانات الانفرادية، واستخدمت طرقاً مختلفة في تعذيبهم، وأشخاص أُخفوا لعدّة أشهر دون أن تعرف عائلاتهم أماكنهم، وآخرون مرّ على اختفائهم 3 سنوات ولا أحد يعلم مكانهم".
"لقد استخدم الحوثيون كلّ ما أمكنهم من تعذيب، بدءاً من الإهانة والضرب التي تصل مع بعضهم حدّ التعذيب الذي يُفقِدهم حياتهم، إلى التصفية كما حدث مع المختطف وليد الإبي، الذي قُتِل رميا الرصاص أثناء التحقيق معه".
وأضاف قائلا: "لا يؤخذ أي مريض للمستشفى من أجل العلاج، ما جعل كثيراً من المختطفين يفقدون صحتهم، فبعضهم أتُلِف كبده، أو أصيب بالشلل، أو فقد السمع وغيره، كما حصل مع زميلي الصحفي المختطَف عبد الخالق عمران، الذي تعرّض جزء من جسمه للشلل، والزميل صلاح القاعدي الذي فقد السمع في إحدى أذنيه".
وبسؤاله عن دور المنظمات الدولية، قال العجلان: "للأسف، لم تقدم شيئاً، باستثناء الصليب الأحمر، الذي كان يزور فقط السجن المركزي الذي بقِيَت فيه 5 أشهر، وزارنا مرة واحدة فقط، ولم يقدّم شيئاً باستثناء صابون الغسيل والاستحمام ولا شيء سواه، أما منظمات دولية أو محلية حقوقية فهي لم تزُرْ أية معتقلات".
تقارير دولية ومحلية تدين المليشيات:
في تقرير أصدره بداية العام الجاري، أعلن "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" أن فريقه وثّق تعرض 1635 مختطفاً للتعذيب في سجون مليشيات الحوثيين، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسناً، موزعين على 17 محافظة يمنية، تعرضوا خلاله للتعذيب النفسي والجسدي، بينهم 101 طفل و24 امرأة و63 مسناً، وأسفر هذا الأمر عن إصابة بعضهم بشلل كلي أو نصفي، والبعض الآخر بأمراض مزمنة، وفقدان للذاكرة، وإعاقات بصرية وسمعية.
وأشار التقرير إلى تعرض 208 مختطفين آخرين لأشد وأقسى أنواع التعذيب، المفضي إلى الموت، بينهم 8 أطفال و9 نساء و15 مسناً، منهم من فارق الحياة داخل الزنازين، تحت التعذيب بالصعق الكهربائي والضرب والخنق، والبعض الآخر توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالتهم الصحية، في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج، إضافة إلى تعرض عدد من المختطفين للتصفية الجسدية داخل سجون المليشيات، أو دفعتهم قسوة وبشاعة التعذيب إلى الانتحار.
يذكر أن أمانة العاصمة صنعاء سجلت أعلى نسبة تعذيب للمختطفين داخل سجون الحوثيين، وذلك بواقع 430 حالة تعذيب جسدي ونفسي لمختطفين مدنيين، بينهم 12 طفلاً و8 نساء و12 مسناً، فضلاً عن 48 مختطفاً تم تعذيبهم حتى الموت، بينهم 4 مسنين و8 نساء، 5 منهن أقدمن على الانتحار داخل السجن المركزي، بعد تعرضهن للاغتصاب تحت تهديد السلاح، والتعذيب الشديد.
تمنيت الموت:
عبارة قالها أحد المختطفين السابقين في سجون الحوثيين، تحولت إلى عنوان لتقرير دولي، صدر نهاية العام الماضي عن "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، وثق جانبًا من الانتهاكات القاسية التي يتعرض لها الأسرى والمختطفون داخل السجون التابعة للمليشيا الحوثية، موضحاً أساليب الاختطاف وأشكال التعذيب غير القانونية التي تنتهجها المليشيا.
كما تناول التقرير أساليب الاختطاف، وأساليب التعذيب التي تتبعها المليشيا، ورصد مواقع سرية تستخدمها لاحتجاز وتعذيب المدنيين، ضمن مناطق سيطرتها.
من أساسيات التعذيب بحسب المرصد: الضرب الشديد بأدوات غليظة وأعقاب البنادق، والضرب بالسوط بعد تعرية المساجين، واستخدام مواد حارقة كيمائية خلال التعذيب، وتعليقهم من الأيادي ومن الأرجل لساعات كثيرة.
وأكد أن أساليب التعذيب الحوثية أدت إلى إصابات دائمة، بالإضافة إلى ترك آثار صحية ونفسية مدمرة، ووفاة عشرات المختطفين تحت التعذيب بالضرب على الرأس وبالحروق.
وجمع "المرصد الأورومتوسطي" شهادات مرعبة لسجناء سابقين في سجون المليشيا، تظهر حجم المعاناة التي عاشها من ذاقوا ويلات هذه السجون، واستند على 13 إفادة من مختطفين سابقين، جميعهم مدنيون أُفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين الحكومة اليمنية والمليشيات برعاية أممية في أغسطس 2020.
وكشف التقرير عن مواقع سرية تستخدمها المليشيات لاحتجاز وتعذيب المدنيين بمناطق سيطرتها، حيث بلغ عدد السجون التي تديرها أكثر من 203 سجون، منها أكثر من 125 سجناً سرياً، إضافة إلى سجون سرية خاصة موجودة داخل أقبية المؤسسات الحكومية، وأخرى في مبان مدنية كالوزارات والإدارات العامة في صنعاء، وبقية المدن الواقعة تحت سيطرتها.
وأكد التقرير أن المليشيات الحوثية تستخدم مراكز غير رسمية وغير مخصصة للاحتجاز، ومنها المباني السكنية، والمدارس والجامعات، وكلها أماكن لا تتوفر فيها أدنى المعايير الدولية والمحلية اللازم توفرها في أماكن الاحتجاز، فيما يتعلق بالنظافة، والتهوية الجيدة، وتأمين الرعاية الصحية الضرورية، فضلًا عن نقص شديد في الماء والكهرباء والمستلزمات الأساسية.
انتحار نحو 7 معتقلات في سجون الحوثي:
تقرير حقوقي أخر أعده "تحالف نساء من أجل السلام" في اليمن للمشاركة في مؤتمر حقوق الإنسان بجنيف، أكد أن مئات اليمنيات يتعرضن لانتهاكات جسيمة في سجون الحوثي.
وأوضح التقرير أن عدد المعتقلات وصل إلى 1421 معتقلة، منهن 504 معتقلات في السجن المركزي بصنعاء، و291 حالة إخفاء قسري في سجون سرية، إلى جانب 193 حالة تلقين أحكاماً غير قانونية في اتهامات بالجاسوسية وغيرها، بينما أصدر الحوثيون أحكاماً بإعدام 6 سيدات، لم يرتكبن ما يؤدي إلى هذه العقوبة القاسية، وأدى هذا التعنت إلى انتحار نحو 9 حالات في السجن المركزي بصنعاء، بسبب الانتهاكات الحقوقية داخله.
ونوه التقرير إلى 184 حالة اعتقال لعاملات في المجال الإغاثي والإنساني، إلى جانب 71 طفلاً جرى اعتقالهم مع أمهاتهم.
ووثق التقرير حالات تعذيب جسدي للنساء متنوع، ما بين ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية، والصعق، وإيقاف التنفس بالخنق والإغراق في الماء، والوقوف على علب المعلبات المفتوحة لساعات، والتجويع والمنع من الأكل والشرب لساعات طويلة.
وتضمن التعنيف الجسدي والنفسي منع التعرض للشمس والتهوية، والإهانة والتعذيب اللفظي والتحقير والصفع، والإجبار على الاعتراف بتهم لم يرتكبنها، أو تهم لاأخلاقية، إلى جانب تسجيل فيديوهات يعترفن فيها بالجاسوسية، مع حرمانهن من حقوقهن في زيارة الأهل.
في تعليقه على التقارير الدولية والمحلية، إزاء العدد الكبير للضحايا في السجون الحوثية، يقول رئيس منظمة "سام للحقوق والحريات"، توفيق الحميدي، إن هذا الأمر يعود إلى السادية التي تسيطر على نفسيات السجانين الحوثيين، الذين يرون في عمليات التعذيب والإخفاء، بل والقتل تحت التعذيب نوعاً من القربان اليومي، الذي تقدمه لزعمائها ومشرفيها.
ويضيف أن القائمين على هذه السجون لم يتلقوا أي ثقافة مدنية، في حين تشبعوا بالثقافة العقدية والتعبئة الفكرية الطائفية، بأن هؤلاء المختطفين ما هم إلا أعداء ويهود، وموالون لإسرائيل وأمريكا كما تردد أديباتهم، بالتالي يتوجب إنزال أقسى العذاب الوحشي عليهم، والذي يصل في مرات عديدة للقتل، وقد رأينا الكثير من السياسيين والإعلاميين وقد خرجوا من هذه السجون شبه أحياء، وفي حالة نفسية وبدنية صعبة للغاية.
أساليب التعذيب التي تنتهجها المليشيات ضد المعتقلين:
تورطت مليشيا الحوثيين في انتهاكات حقوق الإنسان، عبر استخدام أبشع أنواع التعذيب في السجون الرسمية وغير الرسمية، التي أقيم البعض منها في المنازل المصادَرَة من مسؤولي الحكومة الشرعية.
من أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي تستخدمها المليشيات بحق المعتقلين في سجونها: الصعق الكهربائي، والضرب حتى فقدان الوعي أو الموت، وتعليق المعتقل من اليدين أو الأرجل في سقف الغرفة لمدة تصل إلى 18 ساعة متواصلة، ومنع الطعام والشراب بشكل جزئي، والحرمان من دخول الحمام لفترة تصل إلى ثلاثة أيام.
في محافظة الحديدة تم الاحتجاز في "هناجر" رغم ارتفاع درجة الحرارة الشديد، مما تسبب في اختناق المعتقلين، وتقرحات جلدية للبعض الآخر وسط انعدام المياه، والتعذيب بأسياخ تم تسخينها فوق النار، ووضعها على ظهر المختطف.
ومن الأساليب التي يتفنن الحوثيون في ممارستها لتعذيب المعتقلين، الضرب المُبرح في أماكن حساسة في أجسادهم، والضرب في الأعضاء التي تعاني من كسور، أو جروح مسبقة، والتقييد بالسلاسل طيلة فترة الاعتقال، و الحرمان من النوم لأيام طويلة، والضرب على الأيدي وخلع الأظافر، وتعليقهم عراة، مع الرش بالماء البارد في الليالي الباردة، وتهشيم عظام الأطراف السفلية، وبتر أعضاء في الجسم.
بالإضافة إلى تعليق السجناء من أعضائهم التناسلية وبأصفاد حديدية لأيام عدة، وضرب رؤوسهم بالجدران، وجلدهم عراة، واقتلاع شعرهم، والوقوف فوق أجسادهم، وتذويب زجاجات بلاستيكية على رؤوسهم وأرجلهم، والحبس في زنازين ضيقة ومزدحمة مع الفضلات البشرية، وحرمانهم من مياه الشرب النظيفة، وإطفاء السجائر على أجسادهم.
وكذلك حجب الأدوية عنهم ومنع المصابين من العلاج، وأخذهم إلى أقبية تحت الأرض، وضربهم لساعات طويلة حتى يفقدوا الإحساس من شدة الضرب، واستخدام مواد حارقة كيميائية خلال التحقيق وبعده، ما تسبب بإصابة بعض المحتجزين بعاهات مستدامة، فضلًا عن وفاة العشرات تحت التعذيب.
ومن أساليب التعذيب النفسي لإجبار المعتقلين على الاعتراف، والإقرار بتهم لم يقترفونها: عزلهم في سجون انفرادية، ومصادرة الملابس الخاصة بهم، والشتم والتهديد بإيذاء عائلاتهم في الخارج، وابتزاز ذويهم للإفراج عنهم، والتهديد بنقلهم إلى مواقع القتال، إذ يعاني معظم المفرج عنهم من مشاكل نفسية، ويحتاجون إلى عمليات تأهيل طويلة الأمد
*الاصلاح نت