أوضاع المعلم والتعليم!!

فيصل قاسم الحداد
فيصل قاسم الحداد
2022/08/16 الساعة 07:27 مساءً


العام الدارسي الجديد:ـ
حل علينا عام دراسي جديد كسابقيه من الأعوام الدراسية واستقبله( طلاب ـ أولياء أمور ـ معلمين ـ مدارس ـ مجتمع ـ سلطة)  , وهو كغيره من مواسم السنة التي يستعد فيها الجميع لاستقباله بما يحمله من متطلبات وتجهيزات,  البعض قادر على مواجهته والبعض الآخر  يراه كابوساً يؤرق عقله ومقلتيه وينغص عيشه ويكدر حياته ويثقل كاهله ويزيد من همومه.
ما يزيد من همومه هو ما تتطلبه الدراسة في المدارس من( زي مدرسي وملحقاته ـ وحقيبة مدرسية وملحقاتها) .
العام الدراسي الجديد : جديد بما يتواكب مع ما يحيط به من أوضاع ترمي بظلها عليه, حيث لم يعد بمقدور المواطن اليمني البسيط وذوو الدخل المتوسط والمحدود, أن يلبي حوائجه ومتطلباته. وأصبحت مواجهته صعبة التماشي  معه ولو بالحد الأدنى , فهو جديد في تجديد الكرب والأحزان والغموم,  جديد فيما يحمله من البؤس والشقاء .
جديد في تجدد ذلكم الحنين والاشتياق في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات للعودة للمدرسة ولجوها الرائع ( زملاء ـ معلمين ـ فضاء المدرسة ـ أنشطة ـ طابور صباحي ـ إذاعة ـ لعب ـ مرح ـ تنافس ـ اجتهاد ).
المعلمون والواقع:-
عام دراسي جديد عند المعلمين: جديد بتجديد النية والعودة والهمة والإرادة والالتزام والانضباط اليومي, جديد لكنه بتجدد الخيال الفكري والشعوري المحبط والمنهك والميؤوس. راتب لا يفي باحتياجاته هو كفرد ناهيك عن الايفاء باحتياجات أسرته ومن يعول.
المعلمين في حالة نفسية واجتماعية ووضع تعليمي لا يحسدون عليه , أدخلت الأوضاع المعلمين في نفق مظلم من الشعور واللاشعور في تدبير حياتهم الخاصة  والعام.. ماذا يصنع براتب مازال محسوب ببدلاته على ما قبل 2011م ونحن نعيش العام 2022م,  بما يعني 10 سنوات من التغيرات والتحولات  الاقتصادية والاجتماعية ما يجعله وراتبه في سلم التخلف الغير متواكب ولا حتى 1 % مع هذه المتغيرات.
في ظل وضع لا دولة يبحث المعلم ونقابات التعليم عن قشة انقاذ يتعلقون بها ولكن هيهات هيهات من منقذ , اليوم راتب المعلم الجديد والقديم ما ببن 50 إلى 100 ألف ريال , يزيد أو ينقص قليلا,  ماذا عساه أن يفعل به. المعلمون ينتظرون اللفتة الصادقة والكريمة من الحكومة اليمنية والوقفة الجادة في رفع مستوى رواتبهم الشهرية , لا أن تظل كل الجهات المعنية متفرجة وصامتة لما يحصل للمعلم ولما يذهب إليه المعلم من نهاية مأساوية ويذهب معه التعليم والتربية, وهو ما نراه واقعاً من تردي الوضع التعليمي والتربوي, والناتج عن عدم الاهتمام بالمعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في نهضة البلد.
إن أي إهمال للمعلم في أي جانب من جوانب حياته ينعكس سلباً على الطالب والتعليم والتربية.
حصاد الأوائل:
ـ نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي السابق 21/22م واستحواذ الإناث على أغلب المراتب من الأوائل إن لم تكن كلها أكثر من الذكور :-
نتائج ونجاح أو رسوب طلاب وطالبات الثانوية العامة وحصول البعض على أوائل الجمهورية وأغلب الأوائل من الإناث على مستوى المحافظة, هي نتاج جهود ذلكم المعلم أو المعلمة,  حيث كان حصاد الأوائل من نصيب الإناث ربما يصل إلى ما نسبته 99% من الحصيلة الكلية على مستوى الجمهورية والمحافظات,  وهذا يعطي مؤشر أن جانب الذكور في حالة تراجع مخيف,  الذكور الذين يعول عليهم في المقام الأول قيادة الوطن ومؤسساته المدنية والعسكرية وعجلة حركة البلد,  لا ننكر ما للإناث من دور, لكن أن تكون مخرجات الثانوية بالنسبة للذكور بهذا الشكل فهو يحتاج إلى وقفة جادة من قبل الدولة وقادتها. أن يكون الذكور في هذا المنحدر ماذا يعني بعد?? !!! ما هي الأسباب ? وماهي المخاطر? وما هي الحلول والمعالجات??  أمر خطير يحتاج إلى وقفة جادة وصادقة غير قابلة للتأويل ولا للتأجيل وعدم التساهل بها.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص